الرحلة النجدية ( الحلقة الثالثة )

[السيل]

اولا: اعتذر منكم ايها الاحبة عن التاخر في سرد بقية الحلقات

ثانيا: قال عاتق بن غيث البلادي - رحمه الله -

الحناكية :
واصلت سيري , وفي الساعة السابعة وخمس واربعين دقيقة كنت أقف في الحناكيه , فالطرق هنا معبدة تعبيدا ممتازا يغري بالسرعة , ويعتبر - بحق - من أحسن الطرق المعبدة في البلاد العربية على الأقل وتبعد الحناكية (( 100 )) كيل شرق المدينة المنورة . توقفت في سوق يحف بالطريق كثير الحواننيت نسبيا قدرتها بالعشرين , غير انها كانت كلها مغلقة , فالبلدة لم تستيقظ بعد , ونظرت الى البلدة فاذا هي هي أحياء صغيرة منتشرة في الوادي يغطي بعضها شجر الدوم , متباعدة حتى تغيب عن النظر , كان هناك مقهى يدخله الناس ويخرجون منه فدلفت اليه فاذا عماله من اليمنيين , فقد وصلت ازمة اليد العانلة حتى هذه القرى النائية .
سألته : ماذا يوجد عندكم (فطور)؟ قال : بيض وتونة . قلت : فأنا محمي عنهما فهل من الممكن الحصول على غيرهما ؟ فأشار الى حانوت بطرف المقهى أخذ صاحبه يفتح الباب قال : ( نجيب لك جبنة من عند راع الدكان ) . وهكذا كان , وعند دفع الحساب قال : ( ثلاثة ريال ) فلم أناقشه في ذلك , مع أنه سعر فاحش , فبراد الشاي بنصف ريال في جميع المقاهي , والجبنة لايزيد ثمنها عن ريال واحد - هذه الاسعار عام 1396ه - .
وتقع الحناكيه في وادي فسيح واسع كثير نبات الدوم , أخذ الوادي يسمى وادي الحناكيه , واسمه القديم ( نخل ) ويشرف عليها من بعد سلسلة جبال رحرحان من الشرق الى الجنوب , وسكانها قبيلة عوف من حرب .
ويقول المعمرون من أهلها : ان الحناكية كانت بئرا في هذا الوادي وكان سكانه قبيلة عنزة فدارت حروب بين قبيلتي حرب وعنزة جلت على أثرها عنزة عن هذه الديار واستولت عليها حرب ثم أخذت تنمو بعد ذلك حتى صارت بلدة وفيها اليوم امارة تابعة للمدينة , ومدرسة متوسطة ومدرسة ابتدائية للبنين وأخرى للبنات , ومن القرى التابعة لها ( النخيل )بالتصغير .