عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-08, 09:30 am   رقم المشاركة : 39
مياسة
كاتبة قديرة
 
الصورة الرمزية مياسة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : مياسة غير متواجد حالياً
:::: يوماً مع الذكرى ::::


[align=right]يُعاودني السؤال: هل سنتذكر ذِكرياتنا الأولى, بعد مرور أكثر من منتصف العمر ؟
(إن كانت لنا حياة)

ذاكرتنا مليئة بالأفلام المُختلفة,, والمخ أكبر ارشيف يحمله الإنسان ..
سأكتب فيلماً وثائقياً مازالتَ ذاكرتي تحتفظ به في الارشيف الداخلي لأحد أطوار حياتي ؛;;
تلك الزاوية الحرجة والمحصـورة بين مرحلة الطفولة ومرحلة المُراهقة!
كانت أسرتي سعيدة برحلة فوق حبات رِمال الصحاري وبين غِبارها المُتصاعد إلى السماء, و الأطفـال أسعدّ.. بِعلاقتهم المُباشرة مع التُراب, ومُتعتهم بِـ استخراج ما في باطن الأرض طيناً وجعله أنفاقاً وجِبالاً تتمنى أن تكون شاهقة ,,
السماء قطنٌ أبيض؛ الرِمال دنانيرٌ ذهبية؛ الهواء طِفلاً لعوباً; الاطفال دُمى تتراقص..
لم املك زِمام نفسي حينما رأيتُ الدّراجة النارية فارغة من رُكاب خيمـتنا, لـِ أنكب هجوماً على المقعد, مسرورة بهذا الإنتصار الغاشم, ولم أعلم بأن القدر لي بالمرصاد!
كان المنظر مُضحك وأنا أجوب بحور هذا الغِبار بخصلات شعري المصبوغة بلون التراب.. والمنتـفشة بفعل الهواء نحو الأفق كـ جنـيّة عجوز خرجت للتو من كهفها راكبة عصاها السحري !
لاأنسى مُتـعتي بحركات حراثة الأرض هبوطاً وصعوداً فوق التلال الصغيرة, مُبدية عضلاتي القوية في اختراق بيوت الحشرات البريئات وتدميرها دهساً وقصفاَ خصوصاً بيوت النمل.. وليتني كنتُ أعلم أن لكُل قوي,, أقوى منه.. ولكُل مُخرب ردع وعقوبة !
كانت عقوبتي قريبة من خطواتي حينما تعثرتُ إنقلاباً على الأرض فأمسى عالي الدراجة سافلها.. في هذا الموقف يجب عليّ أن أُسمي بالله وأتعوذ من مُتقلبات الشيطان, ولكن ..! لهول السقوط وفجأته, قال لساني: ( سبحانك اللهم وبحمدك ... ) !!! بدل البسملة !!

كان سقوطي على امتداد نظر اخواني وخالي وأبناء خالي مُصيـبة أخرى؛ فلم تنتهي بعد المدة المُتذبذبة في ارتدائي الخمار..
يا لحزني الشديد :كان ألم الخجل أشد من ألم الجسد !!!!


ولّى الشباب حمـيدة ايامهُ .:. لو كان ذلك يُشترى أو يرجعُ

were enjoyment picnic
[/align]







رد مع اقتباس