صبح القرى وشوش الما فالسواقي واضحَك البور
....................في ساعة ٍ داهمتني لحظة ٍ مبلولة رقاد
ضحكت صدفة وطار مْن النخل تمره وعصفور
..............بكيت فجأه! وطاحوا من دموعي حفنة اولاد!
يابيتنا الطين جدرانك، غرفك، ابوابك، السور
...............مارجعتني ثمان سنين لـ ارض ٍ تـّلها وهـاد
اذكر قبل مْا ادلف لبابك ركض بـ اقدامي النور
...............واليوم دنــّقت له لحظة دخلت وطولي ازداد
مُثير جداً تكون إنسان ثاني يجهل الدور
............لاصارت الدور تـَعـْـرف ضيقتك من بدّ الاجواد
تركت صمتي على الشباك واستدركت مجبور
.................ادور بين الغرف ملهوف لهفـة دون ميعاد
أنده لجدي : ياجدي ليه صار البيت مهجور
...........وتهليلتك من صداها سـْـقوف بيتك كنها اعياد!
ياجدي اشهى الهزايم في مدينتنا من الحور
...........واشهى انتصار القرايا ضحكتين صغار وجـْـداد
ودّهت لنياقك العـْـفـْر الجزال بصوت ممهور
.................وتلافتت لي تلافت جايـع ٍ دوّر على الـزاد!
وهناك فوق الرفوف الخضر بعض إحساس وشعور
...................قصايد مْـكَسّـرة تحتاج وزن وقافية ضـاد
أتّمسك بسارية بيتك وَ الارض بوجهي تـْـدور
...................واقبّـل الباب كن الباب متغـّرب وانا بــلاد
دخلت نصفي هدوء ونصفي الباقي بدا يثور
.............وخرجت فـ لساني الثلج وضـْلوعي جمر وقـّاد
فتشت يابس عن الايام مابه يوم ممطور
............في جيوبي بروق والغصة بحلقي صوت رعـّاد!
غبار بيتك هو الإنسان والإنسان من بور
................منها خُـلق ثلث طين وثلث دمْع وثلث سـجاد
تـْمدّن الصحرا الأطفال الصغار وتكبر قصور
............واللي نبت طـْفل فـ القرية يسنبل رجـْلْ فـ مهاد!
على كفوفي حمام ابيض يرفرف خمسة شهور
................اليوم طار بسمواتي وانا اندهـ له ولا عاد !
ماجا فـ بالي أجي شاعر حبيس بكف جمهور
.........كنت احلم اكون موسى بن نصير ا ْو طارق زياد
لو ريحة الطين فاحت من ثيابك قلت معذور
.........ضوضا المدينة تفوح مْن الشوارع ريحة إجهاد!
الارض داس ابتسامتها "القساهـ" فليل ديجور
..............واجدادنا فـ المقـابر مادروا عن ظلم الاحفـاد
قصدي أكون الوحيد الشاهق المسترسل الطور
.............ليا تنحنحت والريح اتـْهَذي في صوتي الحـّاد
وعليا تهز الحنايا ويتساقط شِعـْر منثور
.............أقول هزّي بـِ جـذع النـْخْل ..هزّت تمر ماجاد!
ياجدي عيونها "الما" والسواني حنّت سيور
..............نشفت مِن رمشـها حتى نبع فعيوني سـهـاد