في الغد و عندما انتهى برنامجنا ذلك اليوم ذهبنا إلى الشاطئ و لم احتاج إلى دعوة مارست المشي و الجري و الركض حتى انهكت قواي و من ثم هجمت على البحر و كان الوقت في منتصف العصر تقريبا و بدأت انا و صاحبي نتوغل بالبحر و نبتعد عن الشاطئ قليلا لنبحث عن أكثر مناطق تتكون فيها الأمواج المرتفعة و قد أحسست أن البحر في هذا اليوم يختلف عن الأمس فقال صاحبي الأمواج اليوم ليست كالبارحة بل هي أقوى و قد علمت ذلك جيدا قبل قوله لي مباشرة و كنت قد سبقت صاحبي بمسافة أمتار بسيطة و في موقعي بدأت لا ألمس الأرض بينما صاحبي استدرك وضعه قبلي و أطراف اصابعه ما زالت تلمس الأرض و بدأ و بصعوبة شديدة يرجع و يناديني أن أرجع كان الشاطئ يضج بالناس و لكن لا يوجد أحد قريب منا ..
إلتفيت لأعود أدراجي لأن الموج الغير عادي بدأ يغطيني و الأمواج لا تتوقف ما أن تنتهي الأولى حتى تدخل الثانية مباشرة بدأت أسبح لأعود و لكني اكتشفت أني لا أذهب إلى الأمام بل تجرني الأمواج إلى الخلف أحاول بكل قوتي و لكني أرجع إلى الوراء..
وسط إزعاج هدير البحر و محاولتي استجماع قوتي و صراخ صاحبي و هو يناديني خرج الوضع عن السيطرة لا استطيع أن اجيب صاحبي بدأ يصرخ و يطلب المساعدة من السباحين البعيدين رغم انه يعاني صعوبة شديدة بعودته لأن الموج يسحبه و لكن وضعه أفضل مني أشاهد كل هذا أمامي الأمواج العالية لا تتوقف غصت في وسط لجتها علمت أني بدأت أغرق ..
هزمتني الأمواج نفسيا و جسديا بعد صراع غير متكافئ استسلمت للغرق بعقلي و حياتي و تجاربي و لا أقول هذا الكلام افتخارا بل قصدت أني انتهيت في مكان لم أتوقع أن انتهي فيه ، في مكان طالما سمعت بقصص الغرق هنا و هناك فيه ، في مكان أنا ذهبت له لاستمتع لا أن أموت فيه ..
بعد دقائق كأنها سنين اقترب احدهم مني بعد أن أجاب نداء صاحبي و ما أن رآني حتى ظهر له أني أغرق و رمى علي زلاجة أمواج و تمسكت بها و بدأ يسحبني على الشاطئ و ما أن مشينا قليلا حتى حاول أن يسحبها مني ليقول لي هنا كفاية تستطيع الوقوف على الأرض و لكن هيهات أن أتركها لأني لا أملك ولو قوة بسيطة لأمشي عليها حتى وصلنا لأطراف الشاطئ و أطلقت الزلاجة التي كانت أصلا مربوطة بقدمة
و لم أكن اعلم