أسابق خطواتي .. الغضب يشعل بقايا ذكرى
.. جميلة حملتها بين حناياي ..
أسير وهبوب سموم تلسع وجنتي لتوقد جمرة تربعت وسط أحبالي الصوتية ..
أخرج زفيراً من رئتي أحاول تمزيق حزناً ..
حاك خيوطه بين حويصلاتها .. فخنقها ..
..
أشد من قبضتي .. أعصر صور حملتها في ذاكرتي
له ..
أغرز أظفاري ممزقاً أطيافاً .. تتراقص أمامي
..
سنوات من البناء والتشييد
بذرة زرعتها في قلبي فأورقت .. وأينعت .. وأزهرت ..
وفي لحظات
.. تقطف ثمرتي
..
..
لمحته واقفا بطوله الفارع وهيبته الطاغية ..
بهدوئه الصاخب
وصخبه الهادئ
يمازح أقراناً .. سرقوه مني ..!
لم اعرف صديقاً أو أخاً يسأل عني غيره
هو .. صندوق أسراري
وبئر أحزاني
هو .. من سافرت معه وعبثت معه وصخبت معه
هو .. رجل بقلب طفل
أحب براءته وطيبته ..
لكنهم .. سرقوه مني
..
ثقل أصاب قدمي فشلت في رفعها ورعشة سكنت يدي فشلت في ضمها
بعد أن قرت عيني بعينه .. صمت كل شيء من حولي ..
لا صخب لا ضجيج لا أصوات ..
فقط أنا .. وصديقي
سكن كل شيء بي .. ماعدا
ماء عيني الذي يحاول إغراقها بماء يرطبها ..
بصعوبة حركت لساني إلى الخلف أبتلع ريقي الذي جف..
أخرجت الزفير الذي مازال ساخناً
أشحت بعيني و حركت بنظري في الأفاق لعل ماءها يجف .. فلا يفضحني ..!
أنا لست طفلاً أخذت لعبتهم
بل شاباً أحمل زمام أمري
.. ابتسامة صافية كنفسه سكنت محياه .. توسطت عارضين حديثين .. أقترب مني وهو فاتح ذراعيه
.. ألم أقل لكم أنه صندوق أسراري فقد أدرك صرخات الشوق التي نطقت بها عيناي
..
هنا كسر قلبي .. لا تلموني
رفعت أصبع السبابة أمامه .. صارخا :
" أنت الأن ( وأشرت إلى قلبي ) هنا ميت "
.. نظر إلي وهو يقول بعيونه : " أنت كاذب"
قال : " الطريق سهلة .. ميسرة مورقة بالأزهار البيضاء والشمس الصافية والنسيم البارد..
فضل من الله أني سرت فيه ..
فأصبحت مرتاح البال هادئ النفس ..
طريقنا .. ! الذي سلكنه معا أصابتني أشواكه
وأدمت قدماي أحجاره ..
طريقنا ..! طريق مظلم
ذئاب تعوي وشياطين تهوي "
صرخت فيه : " أنت .. أنت
حقير "
وكأني مزقت قلبي إربا ودست به تحت قدمي
..
لم أره .. فدمعي حجبت الرؤى .. ألتفت راجعا من حيث أتيت
بلا قلب .. بلا صديق .. بلا وطن ..
صغرت الدنيا في عيني .. لا تستحق ذهب أفضلهم عندي ..
فلا خير فيها
..
ذراعان ألزماني من الخلف
وهمس عند أذني " أن كنتَ أخطأتَ غفر الله لك ..
وإن كنتُ أخطأتُ غفر الله لي.."
..
ذاب الثلج ..
سكن الموج ..
هدأت الريح ..
( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
...
الصداقة ..
جميلة إن كانت تحت مظلة الحب في الله ولله
هي .. علاقة سامية .. راقية .. فاضلة
نتواصى على الحق ونوجة بعضنا إلى الطريق المستقيم ..
نسمو بذواتنا نحو الكمال الذي يهذب أرواحنا للرقي بالدرجات العلا .. نحو .. (جنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين )
نأخذ بيد من استطعنا لنكن ..
( إخواناً على سرر متقابلين )