ورغم أن العقيدة اليهودية الآن هي عقيدة فاسدة مزيفة ولكنهم متمسكين بها ومستعدون دائماً للتضحية من أجلها ونحن أصحاب العقيدة الصحيحة السليمة تخلينا عنها وجعلنا قضيتنا مع اليهود قضية قومية عربية أو قضية أراضي وحدود ونسينا أنها قضية عقيدة ووجود ، قال الله تعالى { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ(120) } البقرة ، وقال سبحانه وتعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51) } المائدة ، وقال سبحانه وتعالى { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(109) } البقرة.
وبعد هذا التبيان ننتقل إلى تفسير قوله تعالى { وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } أمد الله اليهود بأموال وبنين وهو للامتحان والابتلاء والفتنة ويريد سبحانه وتعالى أن يعلم المسلمين درساً لا يصلح الأمر إلا به وهو أنهم عندما يتخلون عن الله يتخلى عنهم ، وعندما يتركون الجهاد في سبيل الله يسلط الله عليهم أذل خلقه ويمدهم بأموال وبنين ومن المعروف أن الاقتصاد الإسرائيلي يعيش حالة رخاء دائم ونجد أن رؤوس الأموال اليهودية من أكبر رؤوس الأموال المنتشرة في العالم أجمع ولا يغيب عن أحد أن من ينشأ المستوطنات في فلسطين هم هؤلاء الأغنياء اليهود بغض النظر عن جنسياتهم أو أماكن تواجدهم ، كما أن نسل اليهود بدأ يتكاثر ويزداد لأنهم يشجعون على التكاثر ويقومون بمكافأة المرأة التي تنجب ليس هذا فحسب ولكن إذا أنجبت المرأة أكثر من طفل في مرة واحدة فتضاعف لها المكافأة وفي الوقت نفسه يقومون عبر وسائل إعلامنا ومؤسساتنا بتشجيع ما يسمونه بتحديد النسل وأن هذا التحديد هو تصرف حضاري ينم عن وعي صاحبه ويخوفونا من الجوع والانفجار السكاني إذا نحن تكاثرنا وفي هذا مخالفة لما قال الله جل وعلا { وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا(31) } الإسراء ، وقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " تزوجوا الولود الودود إني مكاثر بكم ـ وفي رواية ـ مكاثر بكم الأمم " رواه أبو داود وصححه الألباني.
ولكننا للأسف أصبحنا في العالم الإسلامي نجد أدوية تحديد النسل بكثرة بأسعار رخيصة جداً تكاد تكون رمزية وفي بعض الدول توزع مجاناً وأدوية معالجة العقم باهظة الثمن ولا تكاد تجدها نسأل الله العفو والعافية.
أما قوله تعالى { وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } أي أكثر استنفاراً واستعداداً للحرب ونحن نرى أنهم ليل نهار في تحصينات دائمة من ملاجئ ومتاريس حربية وقرى محصنة كالمستوطنات وكذلك يمتلكون قدرات سريعة في نشر آلياتهم وعتادهم الحربي وتجد أن أمريكا والعالم من خلفها يستنفر ويستعد لأجلها ولعل المثل الحي الشاهد على ذلك حين تحرك العالم بعد خطف ثلاثة من جنودهم في جنوب لبنان وكيف وصل المفاوضون فوراً إلى المنطقة للتفاوض على إطلاق سراحهم وحمايتهم حتى يتم ذلك في الوقت الذي يذبح أبناء الشعب الفلسطيني كل يوم ولا يحرك العالم ساكناً إلا من رحم الله وهم قليل وأما المسلمون والعرب فهم ينون عقد قمة عربية طارئة بعد شهر وبعد أن يكون العد وقد أنهى حربه واستباح دماء المسلمين وأعراضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم هذا رغم معرفتنا السابقة أن هذه القمة الطارئة لن تعلن الحرب على الكفرة اليهود ، فباليت هذه الأمة ترجع إلى دين ربها وتنفض عنها ثوب الذل والعار وترفع لواء الجهاد في سبيل الله لواء العزة والكرامة.
ويصاحب هذه العلامات للفسدة الثانية العلو الكبير لبني إسرائيل وسواء أكان هذا العلو حسياً أو معنوياً فقد تحقق بلا أدنى شك اليوم حيث ترى اليهود أكثر أهل الأرض فساداً وعلواً فهم لا يقيمون مستوطناتهم إلا على قمم الجبال حتى مقابرهم أقاموها على قمم الجبال وكذلك من العلو الكبير لهم انهم يعدون من الدول الأوائل في العالم تفوقاً في السلاح بجميع أنواعه حتى النووي منه.
كذلك من علامات الفسدة الثانية والعلو الكبير هجرة اليهود من العالم حيث يتواجدون إلى فلسطين وهذا كذلك مما تحقق حيث شهدت السنوات الأخيرة هجرة متزايدة لليهود إلى أرض فلسطين وهذا ما أخبر الله تعالى { وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) } الإسراء ، إذاً هجرتهم إلى فلسطين هي بداية نهايتهم حيث يتم تجميعهم في أرض فلسطين في مكان واحد بعد أن كانوا مشتتين في دول العالم حتى يسهل على المسلمين الذين يرجعون عباداً لله مؤمنين يسهل عليهم القضاء على بني إسرائيل ولو سلمنا جدلاً بقاء اليهود مشتتين في كل دولة لكان من الصعب جداً على المسلمين أن يذهبوا ويبحثوا عنهم في جميع أنحاء العالم وهذا الأمر أمر الله وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وليقضي الله أمر كان مفعولا.
وبعد تحقق ما وعد الله وظهور علامات الفسدة الثانية بقي في مقابل ذلك الفساد ظهور الإصلاح والخير وهو الحق والذي به يدمغ الباطل وأهله ويزهق زهقاً كما قال الله تعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ(18) } الأنبياء ، ويمثل هذا الحق رجال مؤمنون ينصرون الله ورسوله أمثال عمر بن الخطاب وصلاح الدين ويكونون عباد لله بحق كسلفهم الصالح والذي بهم يطهر الله أرض فلسطين من نجس اليهود ويطهر المسجد الأقصى من دنسهم بعون الله ولعل ما نرى اليوم من ظهور واضح للصحوة الإسلامية في العالم العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام ما هو إلا مؤشر قوي يشير إلى قرب توحيد الكلمة التي بها يتم توحيد الصف الإسلامي وعندها فقط ينادي بهم منادي الجهاد حي على الجهاد ، حي على الجهاد فيلبي النداء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبهم يقذف الله الرعب في قلوب أعدائهم فيسؤوا وجوههم أي كناية عن الإذلال لبني يهود والوجه معروف بأنه هو معلم السمة والرفعة فبعد غطرستهم وسطوتهم وقهرهم للمسلمين وسفك دمائهم يجيء اليوم الموعود ليجعل الله وجوههم في التراب وعندها فقط سيرجع بعون الله المسجد الأقصى المبارك والأرض التي بارك بها الله عز وجل إلى حضن المسلمين فيشرق فيهما نور الإسلام من جديد هذا ما وعد الله عباده المؤمنين وهذه البشارة التي بشر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم وقد جاءت هذه البشارة في مكة وقد كان الإسلام لا يزال ضعيفاً وما كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلا قلة قليلة من المستضعفين ولكن الذي قدر مجريات الأمور هو الله سبحانه وتعالى الذي وعد بالتمكين لعباده المؤمنين { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلًا(122) } النساء.
ومن المعروف أن أول من دخل المسجد الأقصى هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عهد خلافته وهذا هو الدخول الأول وبين سبحانه أننا سندخله ثانية وهنا يكمن الإعجاز حيث أننا بالفعل قد خرجنا من المسجد الأقصى بعد أن أصبح أسيراً بيد اليهود المجرمين ومن قبلهم الصليبين الحاقدين فهذه البشارة التي سبق وذكرناها بتحرير البيت المقدس وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وبعد ذلك يكون التدمير للعلو والغطرسة الصهيونية لقوله تعالى { إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا(7) } الإسراء ، والتتبير والتدمير هنا في هذه الآية يكون بفضل الله وبعونه على أيدي الرجال المؤمنين بخلاف ما ذكر الله سبحانه من آيات سابقة وذكر فيها التتبير والتدمير فكان كل ذلك يأتي من قبل الله تعالى حيث لا يكون دمار إلا بخسف أو صاعقة من السماء أو صيحة أو غير ذلك مما ذكر الله تعالى { وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا(39) } الفرقان ، إذا هناك إشارة أن حربنا القادمة مع اليهود ستكون بالسلاح الحديث من طائرات وصواريخ لأن الله سبحان سيتبر كل شيء مما علا اليهود.
وفي الواقع أن هذه الحقيقة لا تغيب على بني يهود بل إن كثير من أحبارهم وحاخاماتهم يعلمون هذا علم اليقين وهذا ما ذكره الله في توراتهم ولكنهم يخفونها عن شعوبهم وقد ذمهم الله بهذا حيث قال الله تعالى { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ(187) } آل عمران ولكن وإن كتموها فإن الله بالغ أمره وقد جعل الله لكل شيء قدرا ، وبعد قتل اليهود وكسر شوكتهم يبقى منهم فئة قليلة يوجه الله سبحانه وتعالى لهذه الفئة قوله { عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا(8) } الإسراء ، أي يرحمهم بأن يصرف عنهم الموت والدمار بفرارهم وإجلائهم عن فلسطين ولكن الله سبحانه وتعالى ينذرهم إن عادوا مرة أخرى إلى الفساد والغواية عاد الله لحربهم وبعث عليهم عباده فيبيدوهم عن بكرة أبيهم فلا يبقى منهم أحد وهذا ما أتى أيضا في حديث الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم أنهم سيعودون إلى أرض فلسطين أعواناً للدجال ( ولا يكون العود إلا بعد خروجهم منها وإقامة الخلافة الإسلامية في بيت المقدس ) " …. قيل : فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم يومئذ قليل ( وجلهم ببيت المقدس ) ; وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصل بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى : افتحوا الباب فيفتحون ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ; وينطلق هاربا ( ويقول عيسى : إن لي فيك ضربة لن تسبقني ) فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال : يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله " تخريج السيوطي(هـ ابن خزيمة ك الضياء) عن أبي أمامة. تحقيق الألباني (صحيح) وانظر حديث رقم: 7875 في صحيح الجامع وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6384.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألف عليهم الطيالسة "تخريج السيوطي (حم م) عن أنس. تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 8016 في صحيح الجامع.