عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-06, 01:44 am   رقم المشاركة : 14
الافق
عضو قدير
 
الصورة الرمزية الافق






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الافق غير متواجد حالياً

شكرا لك شامية على طرح هذا الموضوع الحساس فعلا ..

أما بعـــــــــــــــــــــد :-

على المجتمع أن يتعامل مع المصاب بالمرض بدافع من الرفق والرحمة، وليس بصورة منفرة تدفعه للخروج بعاهات نفسية أو محاولات انتحار، أو الانفجار في المجتمع، رغبة في إيذاء الغير.

إن انتشار الفيروس دلالة كاشفة للدعاة على انتشار سلوكيات محددة في هذا المجتمع، وعلى تقصير القوى الفاعلة فيه، وعلى رأسهم العلماء والدعاة، فيقول تعالى: {وما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير} (الشورى: 30)، وقبل أن نلوم المريض على سلوكه السابق لِمَ لا نلوم أنفسنا على تقصيرنا في تربيته وتهيئته لهذا المستقبل المظلم؟!.

ووجود المعاصي والذنوب ربما تكون سببًا في نجاة صاحبها من النار إذا وضعها نصب عينيه وما زال يستغفر منها ويتوب، وعلى أخواني المسلمين والدعاة أن يأخذوا بيد المريض ويحثوه على الطاعة ووجوب التوبة، ودعمه نفسيًّا واجتماعيًّا من خلال إحياء التعاون معه واحترام خصوصيته وحقه في المشاركة في كل أنشطة المجتمع التي لا تؤثر عليه أو على المجتمع سلبًا، مثل العمل والتعليم والتواصل مع أسرته ومجتمعه، إذ لا يجوز الاعتداء على كرامته والسخرية منه، حيث يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم} (الحجرات: 111)، أو التشدد معه؛ حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" (رواه مسلم)، أو حظر الزيارة عنه، حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ".. وعودوا المريض" (رواه البخاري)، أو قطع مصادر الدعم المالي عنه، حيث إن هذا الدعم يدخل في إطار الصدقة الواجبة والتعاون على البر والتقوى.

إن المرض ابتلاء رباني حتى وإن كان ناجمًا عن سلوكيات الفرد نفسه، حيث يذكِّر الإنسان برحمة الله ووجوب العودة إليه، ويمكن للدعاة الانطلاق من هذا المبدأ في التعامل مع المريض المصاب بفيروس الإيدز برفع روحه المعنوية ودفعه للاستمرار في أداء أدواره في الحياة، وتخفيف وطأة المرض باستخدام العلاجات المتوفرة.

كما يتطلب الأمر تذكير المريض بأهمية الصبر والدعاء؛ فالصبر ورد في القرآن في أكثر من ثمانين موضعًا؛ فيقول تعالى: {والله يحب الصابرين} (آل عمران: 146)، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "والصبر ضياء" (رواه مسلم). أما الدعاء فيرد البلاء - وهو من قدر الله - ويحب الله تعالى أن يدعوه عبده في كل الأوقات، وخصوصًا مع الابتلاء فيقول تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} (سورة البقرة: 186).

كذلك علينا تجاه المريض بفيروس الإيدز، إنماء روح الأمل والشفاء، حيث يقول تعالى: {لا تقنطوا من رحمة الله} (سورة الزمر: 53)، والسعي إلى التداوي والشفاء؛ لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أوصى بالتداوي، فقال: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" (رواه البخاري)، والعمل على حماية الآخرين تطبيقًا للقاعدة الشرعية: "لا ضرر ولا ضرار"، من خلال دعوة المريض بأخذ الاحتياطات اللازمة مع الجميع، والمحافظة على حياتهم وصحتهم، ورفع الروح المعنوية للمريض حتى يستمر في أداء دوره في الحياة من خلال دعوته إلى طلب الرحمة والمغفرة من الله، سواء كان له يد في المرض أم لا، والعناية بجسده ومحاربته للمرض بالدواء والصلاة والصبر، وطلب القوة من الله تعالى لمواجهة كل صعب بعزم وإيمان..


ولكم تحياتي







التوقيع