السلام عليكم.
إن من أبسط صور صور صراع العقل مع الرغبات الداخلية " الهمجية" الغير مقننه هو أن تكون عند الصراف الآلي وتجد إيصال الرصيد يتدلى من الفتحة الخاصة بالإيصالات وهذه الورقه خاصة بالشخص الذي إنتهى دوره قبلك في إستخدام آلة الصرافة !؟
لاأعلم لماذا أتبصر بتلك المواقف التي تحدث لي عند الصراف الآلي لإنها كثرت في الآونة الأخيرة ، ولكن تلك اللحظة التي ذكرتها آنفاً لاتُنسى.
عندما أجد تلك الورقة تتدلى تقتلني نفسي لآخذها ولكن عقلي يلجم كل حركه من أطرافي تكون "غير محببهً" بالنسبة له، وينتصر!
فتتجه يدي لسحب الورقة ثم تمزيقهر ورميها!
وهي الورقة الوحيدة التي أرميها ، لإنني لوتركتها بجانبي فربما تنتصر الهمجيه الداخلية فيني ، في أي وقت وأعيد ترتيب الورقه من جديد قطعه قطعه لأحصل على الرقم !؟
بنظري إنه أبسط صراع العقل مع الرغبات الداخليه التي وضعت فينا بإطلاقها ،وبمهارتنا وثقافتنا وتراكمات حياتنا نستطيع التحكم فيها ولجمها إن كانت " همجيه " .
مؤخراً وفي مواقف منفصله عرفت كم أن لحظات الصراع صعبه، ولكن بعدها يحس الشخص بسمو ذاته عندما ينتصر ، فأن تتحكم برغباتك الداخليه صعبٌ جداً خصوصاً إن كنت وحدك وأنت رقيب نفسك بعقلك .
صراعي مع تلك الورقه جعلني أتعمق في هذا الأمر وأدخل إلى مسائل أعمق في حياتي ومواقف مشابهه في المبدأ ولكنها تختلف في الأهميه والحجم .
نهاية كم أحس بالفخر والقوه عندما أمزقها بأسناني ليس الورقه فحسب ولكن كل شيء يضاد ذلك الشيء المسمى عقل!
...................
مضى شهران منذ المره الأخيرة التي إلتقيت بكم فيها، يسرني أن أكون هنا مجدداً بعد فترة هدوء جميلة جداً.
طابت أيامكم،
هنري.