عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-11, 01:10 am   رقم المشاركة : 36
zα7мт мαšнα3я
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية zα7мт мαšнα3я





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : zα7мт мαšнα3я غير متواجد حالياً

ابـتــسم

الضحك المعتدل بلسم للهموم ومرهمللأحزان ، وله قوة عجيبة في فرح الروح ، وجذل القلب ، حتى قال أبو الدرداء : إنييضحك أحياناً حتى تبدو نواجذه ،rلأنصحك حتى يكون إجماماً لقلبي وكان اكرم الناسوهذا ضحك العقلاء البصراء بداء النفس ودواءها .
والضحك ذروة الإنشراح وقمةالراحة ونهاية الانبساط ولكنه ضحك بلا إسراف : ط لا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك(فتبسم ضاحكاً من قولها)تميت القلب " ولكن التوسط : وتبسمك في وجه أخيك صدقة ، ومن نعيم(فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون)وليس ضحك الاستهزاء والسخرية : (فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون)أهل الجنة الضحك :
وكانت العرب تمدحضحوك السن ، وتجعله دليلاً على سعة النفس وجودة الكف ، وسخاوة الطبع ، وكرم السجايا، ونداوة الخاطر :
ضحوك السن يطرب للعطايا **** ويفرح إن تعرض بالسؤال
وقالزهير في "هرم" :
تراه إذا ما جئته متهللاً **** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
والحقيقة أن الإسلام بني على الوسطية والاعتدال في العقائد والعبادات والأخلاقوالسلوك ، فلا عبوس مخيف قاتم ، ولا قهقهة مستمرة عابثة ، لكنه جد وقور ، وخفة روحواثقة .
يقوم أبو تمام :
نفسي فداء أبي علي إنه **** صبح المؤمل كوكبالمتأمل
فكه يجم الجد أحياناً وقد **** ينضو ويهزل عيش من لم يهزل
إنثم)انقباض الوجه والعبوس علامة على تذمر النفس ، وغليان الخاطر ، وتعكر المزاج : (عبس وبسر
وجوهم من سواد الكبر عابسة **** كأنما أوردوا غصباً إلى النار
ليسوا كقوم إذا لاقيتهم عرضاً **** مثل النجوم التي يسري بها الساري
"


ولوأن تلقى أخاك بوجه طلق "
يقول أحمد أمين في " فيض الخاطر " : " ليس المبتسمونللحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط ، بل هو كذلك أقدر على العمل ، وأكثر احتمالاًللمسؤولية ، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب ، والإتيان بعظائم الأمور إليتنفعهم وتنفع الناس .
لو خيرت بين مال كثير أو منصب خطير ، وبين نفس راضيةباسمة ، لاخترت الثانية ، فما المال مع العبوس؟! وما المنصب مع انقباض النفس ؟! وماكل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب ؟! وما جمالالزوجة إذا عبست وقلبت بيتها جحيماً ؟! لخير منها - ألف مرة - زوجة لم تبلغ مبلغهافي الجمال وجعلت بيتها جنة .
ولا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثة ممايعتري طبيعة الإنسان من شذوذ ، فالزهر باسم والغابات باسمة ، والبحار والأنهاروالسماء والنجوم والطيور كلها باسمة وكان الإنسان بطبعه باسماً في نغمات الطبيعةالمنسجمة ومن أجل هذا لا يرى الجمال من عبست نفسه ، ولا يرى الحقيقة من تدنس قلبه ،فكل إنسان يرى الدنيا من خلال عمله وفكره وبواعثه فإذا كان العمل طيباً والفكرنظيفاً والبواعث طاهرة ، كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقياً فرأى الدنيا جميلةكما خلقت ، وإلا تغبش منظاره ، واسود زجاجه ، فرأى كل شيء أسود مغبشاً .
هناكنفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء شقاء ، ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء سعادة ، هناكالمرأة في البيت لا تقع عينها إلا على الخطأ ، فاليوم أسود ، لأن طبقاً كسر ، ولأننوعاً من الطعام زاد الطاهي في ملحه ، أو لأنها عثرت على قطعة من الورق في الحجرة ،فتهيج وتسب ، ويتعدى السباب إلى كل من في البيت ، وإذا هو شعلة من نار ، وهناك رجلينغص على نفسه وعلى من حوله ، من كلمة يسمعها أو يؤولها تأويلاً سيئاً ، أو من عملتافه حدث له ، أو حدث منه ، أو من ربح خسره ، أو من ربح كان ينتظره فلم يحدث ، أونحو ذلك ، فإذا الدنيا كلها سوداء في نظره ، ثم هو يسودها على من حوله هؤلاء عندهمقدرة على المبالغة في الشر ، فيجعلون من الحبة قبة ، ومن البذرة شجرة ، وليس عندهمقدرة على الخير ، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً ، ولا ينعمون بما نالوا ولوعظيماً .
الحياة فن ، وفن يتعلم ، ولخير للإنسان أن يجد في وضع الأزهاروالرياحين والحب في حياته ، من أن يجد في تكديس المال في جيبه أو في مصرفه ماالحياة إذا وجهت كل الجهود فيها لجمع المال ، ولم يوجه أي جهد لترقية جانب الجمالوالرحمة والحب فيها ؟! .
أكثر الناس لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة ، وإنمايفتحونها للدرهم والدينار ، يمرون على الحديقة الغناء والأزهار الجميلة والماءالمتدفق والطيور المغردة ، فلا يأبهون لها ، وغنما يأبهون لدينار يأتي ودينار يخرجقد كان الدينار وسيلة للعيشة السعيدة ، فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة ،فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة من أجل الدينار ، وقد ركبت فينا العيون لنظرالجمال ، فعودناها ألا تنظر إلا إلى الدينار .
ليس يعبس النفس والوجه كاليأس ،فإن أردت الابتسام فحارب اليأس إن الفرصة سانحة لك وللناس ، والنجاح مفتوح بابه لكوللناس ن فعود عقلك تفتح الأمل وتوقع الخير في المستقبل .
إذا اعتقدت أنك مخلوقللصغير من الأمور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير ، وإذا اعتقدت أنك مخلوق لعظائمالأمور شعرت بهمة تكسر الحدود والحواجز ، وتنفذ منها إلى الساحة الفسيحة والغرضالأسمى ، ومصداق ذلك حادث في الحياة المادية ، فمن دخل مسابقة مائة متر شعر بالتعبإذا هو قطعها ، ومن دخل مسابقة أربعمائة متر لم يشعر بالتعب من المائة والمائتينفالنفس تعطيك من الهمة بقدر ما تحدد من الغرض ، حدد غرضك ، وليكن سامياً صعب المنال، ولكن لا عليك في ذلك ما دمت كل يومتخطو إليه خطواً جديداً إنما يصد النفسويعبسها ويجعلها في سجن مظلم : اليأس وفقدان الأمل ، والعيشة السيئة برؤية الشرور ،والبحث عن معايب الناس والتشدق بالحديث عن سيئات العالم لا غير .
وليس يوفقالإنسان في شيء كما يوفق إلى مرب ينمي ملكاته الطبيعية ، ويعادل بينها ويوسع أفقه ،ويعوده السماحة وسعة الصدر ، ويعلمه أن خير غرض يسعى إليه أن يكون مصدر خير للناسبقدر ما يستطيع ، وأن تكون نفسه شمساً مشعة للضوء والحب والخير ، وأن يكون قلبهمملوءاً عطفاً وبراً وإنسانية ، وحباً لإيصال الخير لكل من اتصل به .
النفسالباسمة ترى الصعاب فيلذها التغلب عليها ، تنظرها فتبسم ، وتعالجها فتبسم ، وتتغلبعليها فتبسم ، والنفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلفها ، وإذا رأتها أكبرتها واستصغرتهمتها وتعللت لو وإذا وإن وما الدهر الذي يلعنه إلا مزاجه وتربيته ، إنه يود النجاحفي الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه ، إنه يرى في كل طريق أسداً رابضاً، إنه ينتظر حتىتمطر السماء ذهباً أو تنشق الأرض عن كنز .
إن الصعاب في الحياة أمور نسبية ،فكل شيء صعب جداً عند النفس الصغيرة جداً ، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمةوبينما النفس العظيمة تزداد عظمة بمغالبة الصعاب إذا بالنفوس الهزيلة تزداد سقماًبالفرار منها وإنما الصعاب كالكلب العقور ، إذا رءاك خفت منه وجريت ، نبحك وعداوراءك ، وإذا رءاك تهزأ به ولا تعيره اهتماماً وتبرق له عينيك أفسح الطريق لكوانكمش في جلده منك .
ثم لا شيء أقتل من شعورها بضعتها وصغر شأنها وقلة قيمتها، وأنها لا يمكن أن يصدر عنها عمل عظيم ، ولا ينتظر منها خير كبير . هذا الشعوربالضعة يفقد الإنسان الثقة بنفسه والإيمان بقوتها ، فإذا أقدم على عمل ارتاب فيمقدرته وفي إمكان نجاحه ، وعالجه بفتور ففشل فيه الثقة بالنفس فضيلة كبرى عليهاعماد النجاح في الحياة ، وشتان بينها وبين الغرور الذي يعد رذيلة ، والفرق بينهماأن الغرور اعتماد النفس على الخيال وعلى الكبر الزائف ، والثقة بالنفس اعتمادها علىمقدرتها على تحمل المسؤولية وعلى تقوية ملكاتها وتحسين استعدادها .
يقول إيلياأبو ماضي :
قال : " السماء كئيبة !"وتجهما **** قلت : ابتسم يكفي التجهنم فيالسما!
قال : الصبا ولى ! فقلت له : ابتسم **** لن يرجع الأسف الصبا المنصرما!
قال : التي كانت سمائي في الهوى **** صارة لنفسي في الغرام جهنما
خانتعهودي بعدما ملكتها **** قلبي ، فكيف أطيق أن أتبسما!
قلت : ابتسم و اطرب فلوقارنتها **** قضيت عمرك كله متألماً !
قال : التجارة في صراع هائل **** مثلالمسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسئلولة محتاجة **** لدم وتنفث كلما لهثت دما !
قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها **** وشفائها ، فإذا ابتسمت فربما
أيكونغيرك مجرماً ، وتبيت في **** وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال : العدى حولي علتصيحاتهم **** أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟
قلت : ابتسم ، لم يطلبوك بذمهم **** لو لم تكن منهم أجل وأعظما !
قال : المواسم قد بدت أعلامها **** وتعرضت ليفي الملابس والدمي
وعلي للأحباب فرض لازم **** لكن كفى ليس تملك درهما
قلت : ابتسم : يكيفيك أنك لم تزل **** حياً ، ولست من الأحبة معدما!
قال : اللياليجرعتني علقماً **** قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنماً **** طرح الكآبة جانباً وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهماً **** أم أنت تخسربالبشاشة مغنما ؟
يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن **** تتثلما ، والوجه أن يتحطما
فاضحك فغن الشهب تضحك والدجى **** متلاطم ولذا نحب الأنجما !
قال : البشاشةليس تسعد كائناً **** يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت : ابتسم ما دام بينكوالردى **** شبر ، فإنك بعد لن تتبسما .
ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه ،وانشراح الصدر وأريحية الخلق ، ولطف الروح ولين الجانب ، " إن الله أوحى إلي أنتواضعوا ، حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد "