عزيزي ابن أم الدنيا .. تعال .. تعال .. يووه بشكل أكثر اقترب .. قرِّب أذنك .. الكاميرا جاهزة ؟ أقصد هل هي على وضع الاستعداد ؟!! طيب أوك ِ ... الآن سأطلق رصاصة عشوائية أمام تجمع .. كل ماعليك هو أن تطارد الرصاصة بعدستك .. ستعبر هذه الرصاصة ربما بين قدمي رجل ذاهب لموعد... وعن يمين فتاة بطريقها للكوفيرا .. وفوق رأس طفل تأخرت الكورة عنه فلم يرفع رأسه باللحظة الحاسمة ..وعن شمال عامل يبحث عن لقيمات بين (كومة) قش .. ستختار هذه الرصاصة طريقها باحترافية مجنونة لتستقر في قلب أحدهم للتو فرغ من حبيبة بعد سنوات من الوهم .. كان هذا القلب آخر الأشياء التي يمكن أن تستقر فيه رصاصة بعدما عبرت كل الأهداف المحتملة للموت .. ماذا لو ارتطمت هذه الرصاصة بحاجز إسمنتي ؟ وصفق الكل لنجاتهم منها .. هل تضمن أن الزمن لن يفتت هذه الرصاصة لتكون سهلة الخروج من هذا الحاجز بعد فترة وتكون بيد طفل ربما نسي حلواه فالتهمها ... الأهم أنك التقطت هذا المشهد باحترافية عالية .. ممتن لحضورك ..
" حين تصرخ في أذني لا أسمعك جيدًا "