. .
إنَّ المُصِيبَةَ العُظمَى عَلى هَذهـِ الأمَّةِ أنْ نَرىَ أبنَائُهَا وأهلُهَا بَلْ مِمنْ يُحسَبونَ مِنْ عُلمَائِهَا أدَاةَ هَدمٍ وتَضييعٍ لَهَا . وَلا خَيرَ فيمَنْ سكَتَ عَنِ الحَقِّ مَهمَا كَانَ صَاحِبُ البَاطِلِ [ والسَّاكِتُ عنِ الحَقِّ شَيطَانٌ أخرَسْ ] . إنَّ الحَقَّ الذيْ يُبَيِّنُه اللهُ سُبحَانَهُ أونَبيِّه وَمنْ سَارَ عَلى نَهجِهِ لَيْسَ حَقَّاً لِفَترَةٍ مِنْ الزَّمَنِ وَينتَهيْ ، بَلْ هُوَ حَقٌّ للبَاحِثِ عَنِ الحَقِّ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ دونَ البَحثِ عنْ أقَلَّ تَمييَعاً أوْ أيسَرَ رُخَصَةً لِسَانُ حَالِهم يَقولُ : { سَمِعنَا وأطَعنَا } وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا . وَليسَتِ الكَثرَةُ دَليلُ الحَقِّ لِمَا يَفعلُهُ النَّاسُ وَيُريدونَهُ { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } . إنَّ المُؤمِنَ الذيْ يَبحَثُ عَنْ رضى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، هُو مَنْ يُسَلِّمُ للأمورِ والأحكَامِ والآياتِ والأحاديثَ ، لا الذيْ يَبحَثُ عمَّا تَشتَهيهِ وَتهواهـُ نَفسه فَاللهُ يَقول : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا } قال جعفر الصادق : ( لِم ينشغل الناس بما أراد الله بهم وقد طواه عنهم ، ولا ينشغلوا بما أراده منهم وقد أظهره لهم ) أ.هـ واللهُ أعلَم
[align=center][/align]