لأن سألتَ العشاق أي ساعات الألم تجدون حر وطأتها لأجابوك عن ساعات الفراق , وما أقساها من ساعات وكيف لاتكون قاسية وقد نُزع الحبيب من جوف محبوبهِ فحل الفراق بينهما بعد الوصال فبات المحب صريع الهوى لايقوى على الحِراك , ولعمري ياحســن إن أفئدة جماهير التعاون يلتهب لضاها من ألم فراقك , فما قبلتُ تعاونياً إلا وشكا لي ألم رحيلك وعد ذلك من الخسائر التي منينى بها , ولقد غرستَ ياحســن في قلوب الجماهير محبتك فإذا ذكر التعاون رأيتَ أفواههم تصدح بك فكأنك أنت التعاون والتعاون أنت وما هذه الميزة التي فضلك الله بها على سائر اللاعبين إلا نتاج صدقكَ وصفاء سريرتك وأصالة معدنك وأمورٍ أمدكَ الله بها فحقق لدى الجميع محبتكَ .
واللهِ ياحســن لقد شجعتُ التعاون قرابة عقدين من الزمن فخالطتُ كثيراً من المنتمين ومن اللاعبين فما رأيتُ أشد ولاءً ولا أعمق صدقاً و ولا أكثر حباً للتعاونِ منك ولستُ مبالغاً حين أقول لو وزعَ حبك للنادي لسائر اللاعبين لوسعهم ذلك ولستُ هنا مقللاً من ولائهم وانتمائهم ومحبتهم للكيان ولكن لشيءٍ لمسته منك فوقر في النفس لا أملك إلا أن أسلم به, ياحســن اتيتنا من أصقاع الجنوب الحبيب لاتعرف من بريدة إلا أسمها ولا لك علمٌ برسمها أو شكلها وثقافة أهلها فتقبلناك بالأحضان وأمددناك بالحب فأحببناك وأحببتنا فزدنا حباً لك فصدق فينا قول الشاعر أتاني هواها قبل أن اعرف الهوى.... وصادف قلباً خاليا فتمكنا , ياحســـن لا أتصور التعاون من دونك فمن لنا من بعدكَ آنيساً يجبر خواطرنا حين تحل بنا هزيمة أو نفتن بمصيبة ومن لنا من يغرس الروح في الفريق ويبعث الهمم في نفوس اللاعبين و من يشد من أزر همتنا ومن يُسمّح خواطرنا عند الهزيمة فيبعث في النفوس روح الأمل والتفاؤل ومن لنا ياحســن من بعدك شخصٌ نحتاجه في الأزمات والأوقات الحالكة فينير لنا مستقبل الطموحات ويرفع المعنويات لتعود الروح وتشتعل النفوس لتؤدي المطلوب , ياحسن من خلفكَ جلستُ مع أخوانكَ اللاعبين في الفريق فما أن أحدثهم عنك وأسألهم عن حالك إلا والخير يصبغونه عليك فلقد حدثوني عن سمتكَ ووقارك وعن عظيم تقديرهم لك ومدى مكانتك التي يكنونها في قلوبهم وكيف هو الاحترام الذي يتمثلون به أمامك تقديراً لك , ولقد قالوا بأزمات اجتاحتهم فما وجدوا غيركَ موئلا وكانوا بأمس الحاجة إلى من يقف معهم وقالوا ما وجدنا غير حســن يشحذ الهمم ويقويها حتى نصبحُ خلقاً آخرين بعد أن كنا هزالاً وضعفا .
ياحســــن ماجالستُ إدارياً أو لاعباً وحدثتهُ عن أمر الفريق إلا وشعرتُ بأنه أخفى عليّ نقطة أو أمدني بإجابة غير كافية أو لمستُ ضبابيةٍ في حديثه عدا أنتَ ياحسن فما حدثتُكَ إلا وأيقنتُ بصدق معلومتك ودقة كلامك وكبير صراحتك فرأيك كما هو ديدنك تلقيه بكل صدق وكلامك ليس عليه شائبة فأخرجُ منكَ وقد حفلتُ بتصوراتٍ يقينية أو وجهة نظرٍ أو موقفٍ معين , فالصدقُ شيمتك والأمانة مسلكك والجواب الصادق منطلقك .
إننا ياحســن لمصابون برحيلك ولمحزنون لفراقك فلقد قضيتَ بيننا سنينَ عددا ولقد عشنا أياماً من الفرح ومثلها من الحزن ولطالما تبادلنا الهموم والمشاق وكانت بيننا حياة حافلة بالأخوة وكنتَ نعم الأخ والصديق والعضيد ونعم هي السيرة العطرة التي وضعتها بيننا حتى حلّ فراقك فما عرفنا عناكَ إلا خيراً ولا سمعنا فيكَ إلا كلاماً يثلج الصدر وهذا خير مايخلفه المرء بعد أن يرحل أو حين تحل الأقدار فيصبح الفراق شراً لابد منه و موقفاً لا مناص من الفرار عنه , وإن كان الفراق حلّ علينا ياحســن وعشنا مراراته فإننا نأمل من الله أن يكون اللقاء قريباً ويعود الوصل كما كان ومن يدري فقـد يجمـع الله الشتيتيـن بعدمـا يظنـان كـلّ الـظـنّ ألاّ تلاقـيـا .
وفقكَ الله ياحســن أينما رحلت وفيما حللت وبارك الله لك في أبنيكِ وفي أهلك ورزقك الله ماتمنى وسعى لك بالخير وأعطاكَ ما سألت وبارك لك في عمرك وفي عملك وأسأله أن نلقاه وهو راض عنا .
والسلام عليكَ يوم ولدتَ ويومَ تموتَ ويوم تبعثُ حيّا ..
تعاونوا
تعاون نت