كل إبن إنثى و إن طالت سلامته *** يوماً على آلة حدباء محمولوا
عجباً لغفلتنا في رحلة الحياة القصيرة مع كثرة العبر والمواعظ، يضحك أحدنا ملء فيه، ولعل أكفانه عند القصّار ينسجها، وينشغل بأمور الدنيا وربما ملكُ الموت واقف عند رأسه يستأذن ربه في قبض روحه.. يخيّل إليه أنه مقيم مغتبط وهو راحل مفتقد، يساق سوقاً حثيثاً إلى أجله.. الموت متوجه إليه والدنيا تطوى من ورائه، وما مضى من عمره فليس براجع عليه، وكم ودعنا من أب وأم، وكم نعينا من ولد وبنت، وكم دفنا من أخ وأخت، ولكن أين المعتبرون؟ فأكثر الناس -إلا من رحم ربي- مهموم مغموم في أمور الدنيا، لكنه لا يتحرك له طرف ولا يهتز منه ساكن إذا فاتته مواسم الخيرات، أو ساعات تحرّي الإجابات، تراه لاهياً غافلاً، يجمع ويطرح يزيد وينقص، وكأن يومه الذي يمر به سيعود إليه، أو شهره الذي مضى سيرجع عليه....
فا الأعمار والموت بيد الله سبحانه و تعالى وأننا لملاقين الموت مهما حيينا في هذه الدنيا، قال تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلالة والإكرام)
هذا والله أعلم