منتدى بريدة - وفــــــــاة عائلة النــصار على طريق مكة

لمن اراد ان يعرف شيء عن ابناء النصار والذين فقدناهم هذا اليوم وامهم واختهم ....غفر الله لهم واسكنهم فسيح جناته
فقد عرفتهم من خلال لقائات بسيطه وكانا نعم الرجلين دين وخلق و...

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النادم

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

هل رأيت البشاشة متمثلةً في رجل؟!

هل رأيت البسمة الساحرة، والأنس الجذاب، والبهجة والسرور = إذ تتمثل شخصًا؟!

هل رأيت الجدَّ والعمل، والعطاء والبذل، والاحتراق للآخرين؟

ذاك وأكثر.. هو.. عبد الله النصار.. أبو محمد.

عرفته قبل أقل من سنة، لا أكثر، لكنه نقش حبَّهُ واحترامَهُ وأثرَهُ في قلبي.. كنقشٍ على الحجر.

ما إن تقبل عليه؛ حتى يبتسم ابتسامة تنفتح الدنيا أمامك من خلالها، وتنسى هموم الماضي والحاضر والمستقبل، وتغوص في عمق السعادة، وتنتشي في غاية الراحة والطمأنينة، ثم يفتح لك بعدها ذراعيه، كأنه لم يرك منذ زمن.. منذ زمنٍ طويل، وحينها.. حلِّق بعيدًا.. في سماء الابتهاج والسرور.

لا تملك إلا أن تبادله تلك المشاعر، وتفتح ذراعيك أيضًا.. ليكون قلبُك عند قلبه، ولتكون مهجتك قريبةً من مهجتِهِ، تتبادلان الحبَّ والتصافي، والمشاعر الأخوية الفياضة، والخلجات التي ما تفتأ تنكفئ من القلب للقلب، ليس بينهما حائل.

خرجنا - مجموعة من الإخوة - يومًا في أحد المخططات.. لم يكن المخطط بعيدًا.. وحتى ذلك اليوم.. لم يكن بعيدًا..

أحد إخوتنا اصطحب معه بعض الصغار من أقربائه، أراد أن يروِّح عنهم، ويسلِّيهم.. ولَشُدَّ ما كانت فرحة أبي محمد بهم.. ذهب إليهم.. أخذ شيئًا من العصير، من البسكويت، جلس معهم.. كأني بهم معهم.. كأنه أخوهم، بل كأنه واحد منهم.. أما نحن، فقد غرقنا في أحاديثنا، ونسيناه..

التفتنا إليه فجأةً.. فوجدناه.. لكن وجدناه قائمًا معهم.. يلعب وإياهم الكرة..

يالله كم كان في قلبه الأبيض من صفاء ونقاء..

أخذتنا موضوعاتنا وكلامنا إلى قرابة الحادية عشرة والنصف.. تفرق الجميع بعدها.. لم يبق سوى عدد قليل.. تحدث إلينا بقلبه.. لأن كلامه كان يقع في قلوبنا.. افتتح بالحمد والصلاة، وتكلم بكلمة مؤثرة بليغة عن عظمة الله جل في علاه، وتعظيمه في النفوس، وتقديسه وإجلاله، وتكلم عن توحيد الله، وعن أهمية ( لا إله إلا الله )، وتحقيقها في الواقع، وتطبيقها في الميدان.. لله دره من رجل.

حضرنا بعدها عرسًا.. ربما كان ذلك اليوم آخر يوم ألتقيه فيه.. كان يمازحني يقول: هذا مدرس حلقة أخذ أخت واحد من طلابه.. أجل أبروح أنا أدوّر لي عند طلابي..

وألقى في ذلك العرس كلمة.. أكّد فيها على التوحيد، وبيّن ثمرته وغايته، وأهمية تطبيقه وتحقيقه.

هذا اليوم ( الاثنين 20/7/1427 ) كان وأخوه ووالدتهما في طريقهم إلى مكة المكرمة، قاصدين أخذ عُمرةٍ، وقدَّر الله عليهم حادث سيارة، فكان أن توفوا جميعًا، رحمهم الله وغفر لهم.

وبعد، فهذا طرفٌ يسير، ونزرٌ قليل، وغيضٌ من فيض، من ذكريات خُطّت في بالي، واستطاع البوح بها بناني، فالمصيبة تعقد الألسنة، وتلجم الأفواه، وتكسر الأقلام.. ولو كان لشعر أن يفي بحقِّ أبي محمدٍ لكتبتُ ملحمةً، ولو كان لكتاب أن يقومَ بحقِّهِ لكتبتُ كتبًا ومجلدات، لكنَّ حقَّهُ أكبرُ وأجلُّ وأعظم.

وعزاؤنا لفقده أن هذه نهاية كلِّ حيٍّ، وأن خاتمهم - بإذن الله - خاتمة خير، ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا، وإنا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون.

إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيرًا منها.

[align=center]{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }[/align]

ملحوظة: سيُصلَّى على أبي محمد وأخيه وأمِّهما ظهر غدٍ الثلاثاء في جامع الونيان، فلا تحرم نفسك أجر الصلاة عليهم والدعاء لهم.

منقول من منتديات بريدة سيتي