منتدى بريدة

منتدى بريدة (https://www.buraydh.com/forum/index.php)
-   المجــلس (https://www.buraydh.com/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   فـيح السنين (https://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=230511)

كرمع 01-04-10 01:30 pm

فـيح السنين
 
[align=right]
1
نحن في أواخر شهر ذي القعدة من عام 1368 هـ ، الأفواه تتحدث في سوق جردة بريدة عن سيارة مقبلة من الزلفي تقصد الحج ، حمالية أو حصنية ، سيكون دخولها في بريدة بعد العصر ، سيتزودون من الوقود والمتاع ومن ثم ستنطلق نحو الحجاز .

هذا ماكنت تبحث عنه يارجل ، فتوكل على الله .
[/align]

انتظرتك 01-04-10 01:33 pm

وكلنا أمل بإن يكون الوقود والمتاع

مناسبين لتلك الرحلة ..






بالإنتظار دائماً ,,

yousef 01-04-10 01:53 pm

مرحباَ بكم في الصالون الأدبي .!!
 

إذن
< سوف يكون لنا في المجلس
مدن الملح الحديثة
ولكن يا خوفي من التيه في الحمالية >.!!
تحياتي الدائمة ،،

كرمع 01-04-10 02:11 pm


2
- هذا ماكنت تبحث عنه يارجل
- صحيح ، ولكني خرجت من أم عبدالكريم قاصدا السوق ، وهؤلاء حجاج الزلفي كما تعلم على مشارف بريدة ..
سكت وهو يحك ذقنه ويفكر مطرقا ..
- ألا تذهب وتخبرها بعزمك على الحج معهم وتودع أولادك ؟
- مستحيل ! هذا مستحيل ، وأنت تعلم أن بيتي على بعد عشرة أكيال من السوق ، وهذا يعني أنني حينما أذهب وأعود فإن الحجاج سيكونون قد بلغوا قريبا من البكيرية وربما أبعد ، لقد ذهب وقت الجمال يارجل وليس بمقدوري اللحاق بسيارة تضرب الأرض بهذه السرعة !
- وماذا تنوي إذن ؟
أخذ أبوعبدالكريم نفسا عميقا اضطرم له فؤاده وهبت عليه نفحات الحج ولواعج الشوق إلى الحرم فقال وهو يجمع نيته ويعزم رأيه :
- خذ هذه الصرة أوصلها لأولادي ، وبلغ سلامي لأم عبدالكريم وأخبرها بما نويت ، وتمتم في سره : يارب ، إنهم وداعة بين يديك فاحفظهم .








راشد الصليحان 01-04-10 02:14 pm

أديبنا القدير كرمع
هل كان في ذاك الزمن حصنية ..؟؟
معلوماتي .. الونيت ( فورد ) الذي تم تحويله إلى أتوبيس بلاكاش هو أفضل وسيلة نقل
كما ان الحمالية في ذاك الوقت ( ونيت فورد )

ننتظر المزيد

مشقاص 01-04-10 02:32 pm

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راشد الصليحان (المشاركة 3425339)
أديبنا القدير كرمع
هل كان في ذاك الزمن حصنية ..؟؟
معلوماتي .. الونيت ( فورد ) الذي تم تحويله إلى أتوبيس بلاكاش هو أفضل وسيلة نقل
كما ان الحمالية في ذاك الوقت ( ونيت فورد )

ننتظر المزيد

راشد هذه صورة الحمالية أو الستيك بدي .



http://www.t63ys.com/mjaled/old%20cars/g.a38.jpg


http://sudeer-up.com/upload/uploads/...51b5062b3a.jpg

كرمع 01-04-10 03:01 pm


3

في المكان الذي تشرق فيه الشمس على بريدة بدأ الصوت يزمجر ، وتسمع ارتطام العجلات بالصخور ، ناقلة حمراء اللون وفي جنبات الحوض منها أخشاب متراصة ومطرزة بألوان شتى ، تبصر من بعيد مزاود المسافرين وأمتعتهم المعلقة وهي تتدلى وتتأرجح والسيارة تترنح وتعلو وتهبط ، والغبار يتطاير ، والأجساد المتكدسة على بعضها في الداخل ، والوجوه الشعث التي تهتز ، وصاح الصائح في السوق :
- حجاج ، حجاج الزلفي وصلوا بريدة .. حجااج ..
نهض أبوعبدالكريم من عتبة الدكان وأخذ مزودته على عجل وهرول ناحية الصوت ويمشي حوله الرجل والرجلان والرجل مع المرأة حتى بلغوهم .
يقول أبوعبدالكريم :
تنامى إلى سمعي لغطهم من بعيد ، وحينما وصلنا تأفف راكب كان في الحوض وقال : لايمكنكم الركوب ، المكان مزدحم جدا ، وثمة أناس في الطابق السفلي ، وقال آخر : على هذه الحالة ربما لن نستطيع الخروج من القصيم ! وهمهمت امرأة تحت غطائها وهي تبكي وتقول : يالله انك ترحمهم ياكريم ، كان السائق يدفعهم وهم يركبون ! ويقول لهم : يارجال ! ليس هاهنا مكان ، وهم يقولون : لاعليك ، ويتشبثون ويزاحمون ويندسون أما أنا فقد تعلقت على الباب ومزودتي في يدي ، وتحلحلت السيارة الضخمة ، ونضحت رائحة العرق والغبار والأفواه الجائعة و انطلقنا تموج بنا الوهاد ، وقد سرت رعشة الفرح في جسدي كله .




كرمع 01-04-10 08:53 pm




استراحة قصيرة /
- الأحداث التي تروى هنا واقعية .
- لست من أهل الردود ، وأتمنى أن يعذرني المداخلون حينما لا يجدون تجاوبا سريعا ، مع شكري وتقديري لهم سلفا .
- أنا على اتفاق مبدئي في طباعتها مع أحد دور النشر على شرط أن أنشرها في أحد المنتديات مفصلة قبل الطباعة .




كرمع 01-04-10 08:56 pm

انتظرتك
شكرا لك على حضورك الجميل وانتظارك

yousef
أشكر لك ثقتك وحسن ظنك مع أنك أقحمت صاحبك بما لاقبل له به

راشد
أهلا وسهلا بك كثييرا ، اشتقنا لك يارجل ، دمت قريبا وعزيزا .

مشقاص
ممتن لحضورك واهتمامك

قبون 03-04-10 10:20 pm

سأكون معهم على متن القافلة
متابع ياكرمع

كرمع 06-04-10 08:37 pm



4


بدأت الشمس تختفي شيئا فشيئا خلف التلال الغربية ، الناقلة تهتز بنا وهي تصدر صوتا مع كل كومة رمل تعترضها ، والهواء الذي صرنا نتنفسه مزيج من الغبار والوقود ، وأنا واقف على الصدام الخلفي وقد غرزت أصابعي في الشبك الحديدي الملون ، وحانت مني التفاتة نحو الأفق اللامتناهي وتخيلت موقف زوجتي أم عبدالكريم وقد بلغها الخبر ومن حولها الأفراخ الذين لم يسمح لي الوقت بضمهم وتقبيلهم قبل الرحيل ، وقال الرجل الواقف إلى جانبي بصوت خفيض :
- أحس بدوخة .
- دوخة قوية وإلا بداية دوخة ؟
- دوخة قوية ولا أستطيع التحمل .
كنا قريبا من خمسة أنفار نحن الواقفون وقوفا على الباب ، وكان الحوض ممتلئا بالناس ، وكلمة ممتلئ هنا لاتصف الحالة كما هي وإنما تقترب منها وإلا فليس لمن قام من مكانه أن يعود إليه فيجده فارغا ، لقد كانوا متراصين جدا ، تماما مثل مكنوز التمر الذي نخزنه للشتاء ، وقد قام صاحب السيارة بفصل الحوض إلى طابقين علوي وسفلي ، وفي كل طابق تتكدس النساء في جهة والرجال في الجهة الأخرى ويكون الفاصل بينهم كل امرأة وبجانبها محرمها ، بعضهم يحتضن متاعه أو مزادة طعامه ، وبعضهم قام بتعليقه على جانب الناقلة من الداخل أو من الخارج ، حتى لتهب على أنفك أحيانا رائحة السمن والأقط وطحين البر وقديد اللحم ، وصحت فيهم وقد هبط الليل واحتوانا الظلام :
- ياجماعة ، هنا رجل متعب ، هل يجد لديكم مكانا في الداخل ؟
ولم يرد علي أحد !
- ياجماعة الخير ، هذا الرجل يحس بدوخ شديد ولا يستطيع الوقوف ، فهل يتبرع أحد منكم ويبادله مكانه ؟
لم يقل أحد شيئا سوى أن رجلا من أولئك الذين كانوا يجلسون ملتصقين بمحارمهم في الوسط صاح :
- ياجماعة الخير يقوم واحد منكم ويبادله حتى يرتاح ويرجع إلى مكانه ، نحن هنا في الوسط ليس من اللائق أن نتركه ملتصقا بمحارمنا !
وسادت فترة صمت صعدت فيها السيارة رمثة صغيرة اهتز لها الرجل المريض بجانبي ..





وكيع 06-04-10 08:45 pm

نحنُ متشوقون لاكمال ماتخطه اناملك اكمل رعاك الله

المتزن 06-04-10 09:31 pm

جئتُ هنا بمجرد أن رأيت اسمك أخي العزيز كرمع

فها أنا ذا أمد لك يدي لأصافحك ولو من بعيد :)


أهلاً ومرحباً بك عزيزي

جلوي العتيبي 15-04-10 02:40 pm

ونحن هنا نتابع سيرهم ونتمنى لهم التوفيق

ممتع اخي كرمع

كرمع 15-04-10 02:49 pm





5

وكاد أن يسقط ، أسرعت وأدرت يدي اليسرى خلف ظهره بينما يدي اليمنى مازالت متمسكة بالشبك الحديدي وقلت له : تماسك يارجل ثم صحت بهم : قولوا للسائق أن يقف .
وقال أحدهم في ناحية من الحوض : يجب أن يقف حتى نقضي حاجتنا ونصلي المغرب والعشاء .
ونهض رجل قريبا من قمرة السائق وصوته يختلط بضجيج الماكينة قائلا : يكفي يارجل ، توقف ، وجعل يضرب على سقف القمرة حتى هدأ صوت الضجيج ، وبدأت الأنوار الخلفية الحمراء تعلن الوقوف .
نزل الجميع وتفرقنا في الخلاء ، وسقط الرجل المريض على ظهره من الإعياء وقال السائق : لقد نزلنا مبكرين ياجماعة ، نحن لانستطيع أن نضيع دقيقة واحدة ، إننا في رحلة مؤقتة وإن تأخرنا عنه أصبحت رحلتنا هباء ولم يتبق لنا سوى وقت يسير لاندري مايعرض لنا به ، أجبته :
- لدينا رجل مريض كاد أن يسقط من الإعياء .
هز رأسه وعاد أدراجه يفتش في أشيائه داخل القمرة .
خلال الظلام تسمع صوت جلبة الأقدام ، تسمع صوت جلبة الرجال وهم يفكون المزاود من جوانب الناقلة ، تسمع همهمة النساء وقد اجتمعن في ناحية يتحدثن عن العناء والجهد والحرج والمشقة ، تسمع أحدهم يرفع الأذان بنغمة نجدية عجلة ، صوت الذين يريقون الماء على وجوههم يتطهرون ، الرجل الذي مازال يتأوه ، اقتربت منه وسألته :
- كيف حالك الآن ؟
- آآه .. لا أدري !
- هل معك رفيق هنا ؟
- لااا ..
- هل أكلت اليوم شيئا ؟
- .............
- تريد أن أحضر لك طعاما ؟
- لا أدري .. لا أشتهي شيئا ..
ذهبت وأحضرت له تمرات وجعلت أمدها له وهو لا يأكل !
وتركته لألحق بالجماعة وقد اصطفوا للصلاة .
حينما عدت إليه وجدت عنده رجلا وسألني :
- كيف حاله ؟
- إن شاء الله أنه إلى خير
- هل هو رفيق لك ؟
- لا ، ولا أعرف من هو ! ولا من أين !
- أهااا .. كنت أظنه رفيقا لك
ثم استطرد .. سأطلب من زوجتي أن تسأل النساء إن كان مع إحداهن شيء من سعوط يتداوى به .
تفرق الناس وأخذوا مضاجعهم وهدأ الصوت إلا من صرير صرصار بعيد في جوف شجرة ، ونباح كلب يبدو أنه فوق تلة بعيدة ، وظهر الرجل وسط الظلام ومعه خرقة ملفوفة ، تساعدنا هو وأنا وأسندنا الرجل وأرغمناه على التهام السعوط وشرب الماء ثم أضجعناه وجعلت تحت رأسه لفافة من الخيش ، وانتحيت عنه جانبا وجمعت لي كومة من التراب ألقيت عليها شماغي ثم اضطجعت بانتظار ماسيسفر عنه النهار ..










الساعة الآن 12:26 am.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة