![]() |
أكلما اشـتهـيت اشـتريت ؟ " دعوة لوعي أكثر في الإستهلاك "
( دعوة لوعي أكثر في الإستهلاك ، بمناسبة قرب الشهر الكريم " أسأل الله أن يبلغنا إياه " ) يقول الله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين ) ويقول سبحانه : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) ويروى ( من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت ) وروى الواحدي أن أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه مر على جابر بن عبدالله ، وقد اشترى جابر لحماً من السوق لأهله ، فقال عمر : يا جابر ما هذا ؟ قال : لحمٌ يا أمير المؤمنين قال: أتأكل اللحم دائماً ؟ قال: اشتهيته " يا أمير المؤمنين " فاشتريته قال: أكلما اشتهيت اشتريت؟! والذي نفسي بيده ، إني لأعلمكم بأحسن المطاعم ، لكن أخشى أن أعرض على الله مع قومٍ قال فيهم: ( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ) نأخذ المعنى الأول لهذا وهو جانب الاستهلاك الغذائي في ظل توفر المادة ، وما لذ وطاب من أطايب الطعام الذي جلب من كل أقطار العالم ، إضافة إلى نعيم الصحة والأمن والفراغ ، كل هذه التغيرات الاقتصادية كانت سبباً رئيساً في تغير كثير من عاداتنا الاجتماعية بما فيها الجانب الغذائي والاستهلاكي بشكل عام إن مقاومة رغبة و شهوة الأكل في مثل هذا المناخ ليس من الأمور اليسيرة ، بل تحتاج إلى جهد ومجاهدة وصبر و مصابرة ، ويقين أكيد بما عند الله من أجر ومثوبة لمن صبر وامتثل ، ولاشك أن إخلاص النية في رعاية صحة البدن يصير ذلك عملاً صالحاً يؤجر المسلم على فعله كما أن فيه إهتماماً بأناقة المظهر وجمال الشكل ، بعيداً عن كروش كان السبب الأول فيها هو " كل ما اشتهى اشترى " ، ومن شاهد كيف تفاعل الناس مع ارتفاع أسعار الأرز بشكل خاص دون غيره ، يدرك أن ثورة الأرز تلك وهذا الغضب الشعبي نابع من مثل شعور صاحبي ذو الكرش المتدلي ، الذي يقول : " تخنقن العبرة إذا شفت نثرية أبو كاس ...... أخشع مااا أقدررر أقاوم " :) وبالقدر الذي نعطف فيه على الفقير وما يذوقه من ويلات الجوع ، لابد من رثاء لمن حصر متع الحياة في شهوة كالبطن .. لابد أن نرثيه مبكراً لأن ابن خلدون يقول : " الهالكون في المجاعات إنما قتلهم الشبع المعتاد السابق لا الجوع الحادث اللاحق " هذا الجانب تتمثل خطورته في تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان ولا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه " وهذا حث للمؤمن على قلة الأكل ، ففيه تحاش لما يسببه الشبع من رضوخ للشهوة وقسوة للقلب وكان من دعائه المبارك صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) فقط مجرد " القوت " من الرزق وقد شبه الله عز وجل الكفار بالأنعام في قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) ويروى عن عائشة " رضي الله عنها " : " أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشّبَع ، فإن القوم لما شبعت بطونهم سَمنت أبدانهم ، فضعفت قلوبهم ، وجمحت شهواتهم " وينقل السيوطي تحذير أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه " إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسم مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد وأبعد عن السرف وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه " ومما يستحق الإشارة إليه هنا كثرة انتقاد الناس للأكل والطبخ وأنواع الطعام ، فتجده يقول عن ذاك المنتج من الأكل " شييين " أو " طبخه يحوم التسبد " أو " كرم الله النعمة " على سبيل التقليل من الأكل ، إلى غير ذلك من أساليب إعابة الطعام ، مع أن خير البشر عليه الصلاة والسلام ماعاب طعاماً قط ، ففي حديث أبي هريرة في الصحيحين : " ماعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط ، كان إذا اشتهى شيئا أكله ، وإن كرهه تركه " يقول الشيخ محمد الغزالي : لقد قرأت عن عدة من كبار القادة فوجدتهم يتناولون مقادير كبيرة من المنبهات والمقويات ، ويستهلكون مقادير أخرى المآكل والمشارب، على حين رأيت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج ٍالى طعام فيؤتي له بخل فيغمس فيه اللقيمات المتاحة وهو راض يقول : (( نعم الاٍدام الخل))، أولعله لايجد شيئا فينوي الصيام اٍلى الغروب ويقول ابن القيم " رحمه الله " :" وكذلك كان هديُه صلى الله عليه وسلم وسيرتُه في الطعام ، لا يردُّ موجوداً ، ولا يتكلف مفقوداً ، فما قُرِّبَ إليه شيءٌ من الطيبات إلا أكله ، إلا أن تعافَه نفسُه ، فيتركَه من غير تحريم ، وما عاب طعاماً قطُّ ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه ، كما ترك أكل الضَّبِّ لمَّا لَمْ يَعْتَدْهُ ، ولم يكن يردُّ طَيِّباً ، ولا يتكلفه ، بل كان هديه أكلَ ما تيسر ، فإن أعوزه صَبَرَ حتى إنه ليربِطُ على بطنه الحجر من الجوع ، ويُرى الهلالُ والهلالُ والهلالُ ولا يُوقد في بيته نارٌ " انتهى كلامه باختصار أما لو أخذنا الجانب الاستهلاكي في الكماليات والماديات فلا تسل يا صاحبي يجب علي أن أشتري كل ما اشتهي ، من ملابس " ماركات عالمية " ، وسيارة فارهة أقصم ظهر مرتبي بأقساطها ، على أن أسددها في سنين عدداً لا أنسى ذلك الشخص الذي أتى إلي حينما كنت أقوم بمهمة بائع في محل اتصالات كنت أملكه ، قريبي هذا أعرف أنه " منتف " اشترى جوالاً بقيمة تفوق دخله الشهري الذي اعرفه جيدا ! البعض أصبحت سعادته في مثل هذا النوع من الاستهلاك الروتيني الشكلي " المكلف " فتجده يحسد التاجر أو يغبطه على تجارته لمجرد أنه يستطيع اقتناء تلك الماركات أو السيارات الفارهة ! ، ومع هذا أظن أننا ننفق نصف ما ننفق أو يزيد في كماليات ليست بذات ضرورة ملحة في المعيشة والمصيبة الأعظم في كل هذا أننا غير منتجين ، ولو كان مانستهلكه من مخرجات صناعتنا المحلية لهان الأمر ولعل دوافع ذلك جوانب نفسية وثقافية واجتماعية يطول الحديث فيها ، ولا ننسى البهرج الخداع " الدعاية " أما أهم ما نستهلك بشكل مقيت ومذموم فهو الوقت الوقت أنفس ماعنيت بحفظه ** وأراه أهون ماعليك يضيع ليت من أفنوا حياتهم بالاستراحات والقيل والقال ، أدركوا ولو للحظة شرف الوقت ليت الذين يقضون الساعات على شاشات التلفزيون على مسلسلات سخيفة وبرامج منحطة رعوا أنهم مسئولون عن هذا الوقت ، واستثمروا أوقاتهم في بناء ذاتهم وعقولهم الجامدة من حولوا أبنائهم إلى جمادات مسكونة بأحلام وخيالات البوكيمون أو أبطال النينجا ، ليتهم أحسوا بعظم التربية ، وبأن وقت هؤلاء الصغار نفيس أيضاً ولكنه بحاجة أن يوظف باتجاه ما ينمي قدراتهم ويوسع مداركهم ليت ،، وليت ،، وليتني ،، و ياليت قومي يعلمون اللهم ارزقنا شكر نعمك التي لا تحصى دمتم بخير |
أخي الناقد ,ماذكرته أنت في ثنايا طرحك هو الأصل,,ولكن مشكلتنا الآن أن الأمر في المنزل أوكل لغير أهله,فرجل اليوم ليس برجل الأمس....ولاتنسى الفضائيات والتي كل قناة تعرض بضاعتها على هؤلاء القوم السذج فيتسابقون إلى المراكزكأنهم جراد منتشر.
نحتاج إلى ثقافة تسويقية ومحاضرات كثيرة بعد هذا الإنفتاح التجاري....دمت بخير |
الناقد1
قلت فأجدت نعم الناسُ تثقلُ كواهلهم الديون 00 ولماذا 00 ؟؟ للإنفاق على الكماليات ومتع الحياة لا غير 000 |
الكثير منا للأسف الشديد يفتقد ان يعرف مايحتاج فقط ليشتريه ...
شكرا الناقد 1 ... اعذب تحيه للكل . |
الناقد1
بوركت يا فاضل على هذا الطرح.. بحق نحن بحاجة إلى وقفة صادقة مع أنفسنا ومع مشترياتنا ليس على الأكل والمطعم والمشرب وإنما تفاخرنا بمركوباتنا ومساكننا باتت هي الهم لكل فرد منا إلا من رحم الله.. التقيت بإحدى زميلاتي فأخذنا الحديث حتى وصلنا إلى (أبو ريالين) فحسبنا الأشياء التي نشتريها منه ـ بحجة أنه أبو ريالين ـ فوجدنا أن نسبة 92% من المشتريات غير لازمة بل إن أكثرها لا نحتاجه بل لزهد ثمنه اشتريناه.. (ونقول بعد وراه العالم داجين..؟؟!!) دمتم في رعاية المولى |
الناقد
لقد افسدنا الحكمة من الصيام بما نقدم عليه في رمضان من التهام الكثير من الطعام نحتاج لأعادة النظر في سلوكنا الغذائي في رمضان على وجه الخصوص بعد ان اصبح شهر الأكل والتسمين بعد ان كان شهر الصيام والقيام الف شكر لنقدك الرائع وتسليطك الضوء على سلوكيات تحتاج إلى تقويم تقبل تحياتي |
الصراحه لازم اشري الي اشتهيه
اجل تبين اشري شي منب اكله |
سلام الله عليك أخ الناقد ورحمة الله وبركاته :
رميت فأصبت اخي الناقد1 في طرحك لموضوع شيق مثل هاذا ، نحن نعيش في هاذه الايام ثورة متقدمة في التفاخر في المأكل والمشرب وهاذا قليل من كثير منحه رب العباد لنا ويا ليتنا نشكر الله على هاذا ولكن في ظل عدم المحدودية والاقتصاد والتفاخر في الاسراف ففيه كثير من الناس يتسابقون على السوبرماركت وملئ ( العربية ) شراء مانحتاج وما لا نحتاج المهم أن نشتري وتجده في الثلاجة وسرعان ما تنتهي الصلاحية واخير في سلة المهملات ، فيا للعجب من اناس لا يعلمون ماذا يريدون وأولهم انا ولكن نسأل الله بأن يصلح الحال ... |
ابوخالد كنت قبل سنوات في عمق صعيد مصر ، حيث الفقر بأقسى صوره تمنيت أن يكون برفقتي بعض من الأصحاب ليروا الكلب " أعزك الله " الذي يستمتع بأكل الخبز، بينما في بلدي يأنف عن أكل اللحم البايت الذي يحلم به جياع الآدميين في نجوع الصعيد ! ياليت قومي يدركون أن هذه النعم التي يتقلبون بملذاتها ماهي إلا حالة نعيم إستثنائية ، إن شكروها قرّت وإن كفروها فرّت وحين تفرّ سيقعون في حرج مع عادات الاستهلاك السيئة لديهم ، ومع بطونهم التي تعودت الشبع و ابن خلدون يقول : " الهالكون في المجاعات إنما قتلهم الشبع المعتاد السابق لا الجوع الحادث اللاحق " الأخ العصامي علمني أبي " حفظه الله " أن " الدين ياكل الرزق المقبل " ومع هذا لم أسلم مثل أغلب الناس من القروض :) شرفني مرورك الكريم الأخ فور يو نحتاج إلى وعي أكثر في الاستهلاك شكراً لحضورك أيها الكريم الأخت الفارسة ابو ريالين نموذج صارخ للاستهلاك بهدف الاستهلاك فقط ، رغبة في التسوق لا غير أكثر ما يغيضني " يمكن نحتاجه " ، وكأن المحلات ستقفل ابوابها غداً ! سعدت بتواصلك مديرنا العزيز كما ذكرت .. أصبح رمضان " مشروع تسمين " مع الأخذ في الاعتبار ما يسببه الشبع من قعود عن ذكر الله وعن الصلاة شرفني حضورك الحنتريش صدقت لابد أن تشتري ما تحب ، وتترك ما لا تريد أكله ، فأباهر يقول : " ماعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط ، كان إذا اشتهى شيئا أكله ، وإن كرهه تركه " لكن القول هنا ، لا تشتري " كل " ما تشتهي ، على الأقل عشان ما تسمن :) شكراً لك دام الجميع بود |
اقتباس:
لا اجد أشمل من هذا الاقتباس اضعه تعليقا على هذا المقال ... تقبل تقديري الدائم اخي الناقد... |
أهلا أخي الناقد0
اللهم اجعلنا من الشاكرين00للأسف الحديث عن الأكل والطبخ الأن انتقل من النساء للرجال !! الصحة باطراف الجوع0والبطنة تفقد الفطنة0 موضوع فيه الكثير من العيوب التي يقع فيها أغلبنا لأن هناك الكثير من الأشياء التي نحاول تامينها بدون قناعة لدينا لذلك على الأقل أن نشكر الله على نعمة ونعطيها حقها 0 لا أسف على شيء مثل أسفي على رمي بواقي الطعام 0 تحياتي لك0 |
بل تجد البعض في سباق مع الزمن ليتفوق في الصنف ..؟!!
نعم نحن نفسد الحكمه من الصوم بعادة أبتدعناها نسأل الله أن يرفعها عنا . تحياتي ,’آ |
الله يبارك فيك وفيما خطته يدك |
العزيز نور الجدي مارميت إذ رميت إلا لمثل ماشاهدت ، وماقلبت من جراح ومواجع شكر الله لك إضافتك ، ولا تحرمنا من تواصلك العزيز لمبة اقتبست مربط الفرس يسعدني حضورك يابن الكرام أخي عبدالله 30 سعدت باضافتك وتواصلك العزيز على قلبي الأخ بريداوي شرفت بحضورك جنان تقبل الله مادعوت ورزقك خير الدارين دام الجميع بخير |
^^^^^
بمناسبة الشهر الكريم أعاننا الله على صيامه وقيامه وجعلنا فيه من العتقاء من النار |
الساعة الآن 07:22 pm. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة