المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امرأتان خليجيتان


mam999
26-12-03, 12:16 am
امرأتان خليجيتان على هرم الثقافة والفكر والعلم.. ترفضان الزواج.. وتشترطان أن يكون الزوج رجلاً أبيض البشرة، رغم أنهما سمراواتان.. غامقتان جداً.. تملكان بشرة سوداء.. إصرارهما على الزواج من رجل أبيض البشرة ربما يكون ردة فعل معاناة عنصرية مورست ضدهما.. وهذا الإصرار يعد عنصرية في حد ذاته، أي عنصرية ضد لونهما.

وحسبما يروي التاريخ لنا، فقد تبلورت العنصرية، حول لون البشرة، لأسباب عدة يجيء في مقدمتها العبودية.. حيث ارتبطت باللون الأسود، وتبعاً لذلك ما زال الكثيرون وحتى يومنا هذا يطلقون على ذوي البشرة السوداء خطأً مسمى عبيد، في الوقت الذي كان فيه العبيد في السابق سوداً وبيضاً والتاريخ يثبت ذلك، وفيما كان العبيد من ذوات البشرة البيضاء من الإناث يحظين بالتقرب من السيد تركت ذوات الملامح الغليظة للخدمة، أضف إلى ذلك أن قوة البنية الإفريقية جعلت السيد يستخدم ذوي البشرة السوداء من الرجال في الأعمال الشاقة فيما أسندت الأعمال الخفيفة لذوي البشرة البيضاء.

وقد ارتبط اللون الأسود في العقلية الطفولية بالأوساخ فيما كان الأبيض رمزاً للنظافة، وذاك ما دعَّم العنصرية ضد اللون الأسود أكثر وسار بها لفترة طويلة، كما أن اللون الأسود ارتبط بعدم الصحة، بخلاف الأبيض الذي كان يدل عكس ذلك، فالإنسان الأسود مهما كان في قمة صحته لا يطرأ أي تغيير في لون بشرته، فيما تورد الوجنتين أو الإصفرار، لونان يخبران عن الصحة حين يطفحان على أبيض البشرة، غير أن النظر للإنسان ذي البشرة الغامقة بأنه أقل مستوى في أساسها النفسي والفلسفي يعود للنزعة العنصرية، كما تعود حاجة الإنسان للاختلاف والتميز لواقع الطفل الغاضب في داخله منذ الطفولة أو قل منذ بدء الخليقة، فالطفل ينشأ على المقارنة كأن يقال له: «أخوك أشطر منك.. أو ابنة الجيران أجمل منك.. أو عمك أغنى من والدك».

وهكذا هو الإنسان مبرمج على المفاضلة التي هي في أساسها بذور العنصرية، فكل فرد يريد أن يكون هو الأفضل من غيره على الدوام، وذاك ما دعاه أن يتعامل مع الشكل ولون البشرة كعاملي مفاضلة، ولأننا نعيش هذه الآونة فترة تعد فيها العنصرية دلالة على عدم الحضارة، حيث سُنت القوانين ووضعت عقوبات لمواجهة التفكير في العنصرية، بدأ الإنسان ينحو منحى آخر ويسعى لاكتساب تميزات أخرى تدعه يتفوق ويشعر بأنه إن لم يكن أعلى مستوى من غيره فهو مختلف عنه، فالملابس «الماركة».. والشنط «الماركة» هي في أصلها موضة كما معلوم غير أنها تحمل في ثناياها عنصرية تميز!! تقول إحدى عاشقات الموضة: «لم نعد نشعر براحة وتميز بفضل التقليد، نسير في الشارع ولا فرق بيننا وبين الآخرين»! ولا تندهش فحتى الشهادات لم تعد مسألة تحصيل علمي فحسب بقدر ما هي تميز.. فذات مرة سألت امرأة تصر على نيل ابنها لدرجة الدكتوراه وقلت لها: لم تصرين على ذلك وهو غني ويحمل شهادة جامعية؟! فقالت: حتى لا يتميز عليه أحد».. وهذا ما يؤكد أن الإنسان سوف يسعى لهذا التميز والاختلاف، ويكون الاختلاف عنده أفضل إن كان بلون جلده أو بماركة شنطته.


==

- د. فوزية الدريع
==

الرمادي
31-12-03, 10:08 am
أيضا فإن السواد له دلالة قوية على القسوة والغموض مما يجعل النفور منه أمر طبيعي وفطري لدى الأنسان ..

ولكن عند التعامل مع الأ شخاص فيجب التفريق بين لونهم ومكونات شخصياتهم الداخلية لأن اللون ليس هو الدال على مافي النفوس ..

كما أن السواد ليس شرطا للقبح الموجود في هيئة جميع الألوان بل بالعكس هناك من السود مايفوقون البيض جمالا بالشكل والروح كما أن هذا الجمال يتفوق كثيرا لدى أختلاط اللون الأسود بالأبيض !! وهو مايعرف باللون الأسمر الذي تغنى به الكثير من شعراء العرب والغرب علىحد سواء ..


وتحياتي لك أخي mam999 على هذا النقل الجميل