عبدالله القيعاني
15-10-03, 06:06 pm
الشكر الموصل للاعضاء والمشرفين والقائمين عليه بشكل عام وكافة الاصدقاء
آمل ان تكن مناسبة واتمنى ان اجد لهذه االمقال صدى بين البنات ويحوز الموضوع على رضا الجميع
أسباب متعددة وراء تفشي ظاهرة العنوسة
لماذا تأخر سن الزواج بشكل مهول في أيامنا هذه؟ ولماذا اغلب العوانس هن موظفات أو عاملات وأحيانا إطارات في المجتمع؟ ولماذا اختلفت مقاييس الزواج ولم تعد كمقاييس زمان؟ لماذا ارتفع معدل سن الزواج إلى ما بين الثلاثين والأربعين بينما كان لا يتعدى السادسة عشر ؟ الأسئلة عديدة وعديدة جدا، ولكي نلم بها بعض الشيء، كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة زينب معادي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء
لماذا ارتفع معدل العنوسة في أيامنا بهذا الشكل؟
د. زينب معادي: أفضل أولا أن استعمل مصطلح تأخر سن الزواج، لأن العنوسة هو مصطلح سلبي وحتى سوسيولوجيا غير علمي. في الحقيقة هي ظاهرة ساهمت فيها وضعيتنا المتكلفة، التي أدت الى تفاقمها اذ لا نجدها فقط على مستوى النساء بل أيضا عند الرجال فالعديد منهم يتقدم سنه دون أن يتزوج، المشكل اقتصادي و اجتماعي وليس ذاتي، وبالرجوع لواقعنا نجد العديد من فتياتنا وأخواتنا، من تأخر بهن سن الزواج، والأسباب عديدة وعديدة جدا، منها أن الفتاة لم يعد لديها نفس التصور للزواج، بحيث لم تعد تقبل بأي كان، فهناك من تعلمت ودرست، وصار لها دخل مادي يحميها من الحاجة، كما أن المرأة العاملة نجد أنها تفرض عدة شروط لزواجها
نقطة أخرى لا تقل أهمية، هي مسألة التفسخ الأخلاقي، بحيث هناك إرضاء للغريزة الجنسية خارج مؤسسة الزواج، فمن قبل، كان من الضروري أن يتزوج الإنسان حتى يمارس علاقته الجنسية داخل أسرته، لأن المجتمع كان محافظا، ومتخلقا، أما الآن للأسف لم يعد كذلك، هناك تفسخ بحيث يمكن للرجل أن يمارس علاقته الجنسية دون أن يفكر في الزواج، حتى وان وصل مثلا سن الأربعين، وعندما يفكر في الزواج، يختار صبية صغيرة لا تعرف شيئا عن الحياة. لا ننسى أيضا سببا اجتماعيا آخر أكثر أهمية، ويتعلق الأمر بالمشكل المادي، فهناك من يريد ويرغب في الزواج، لكن لا طاقة له لتحمل أعباء البيت ماديا كما أنه لا يستطيع تغطية تكاليف الزواج، وهذا أيضا سببا عميقا في تأخر سن الزواج
هناك من يرى أن الزواج يحد من طاقة المرأة داخل المجتمع، ماذا تقولون في هذه النقطة؟
د. زينب معادي: الزواج لم يكن يوما عائقا في وجه المرأة، ولا اتفق مع من يقول هذه المقولة، إلا أنه أحيانا كثيرة نجد أن التصور المأخوذ حاليا على الزواج، هو أن المرأة هي المكلفة بكل ما يتعلق بالبيت وبالتالي هذا عمل يأخذ وقتا طويلا ويتطلب قدرة وبالتالي لا يمكنها أن تفعل شيئا آخر من دونه، ولكن حاليا هذه النقطة أصبحت متجاوزة خصوصا لدى المرأة التي لها دخل بحيث يمكنها أن تستعين بخادمة أو بمن يحمل عنها أشغال البيت ومتطلباته، وتتفرغ هي لعملها ولإبداعاتها، ولكن تكليف المرأة وحدها بالعمل المنزلي بالفعل هو عائق أمام فعلها، أمام تحديها أمام أن تعيش حياة طبيعية، وأن تجمع بين العملين، هذا يؤثر على صحتها، والموظفات أكثر من يعشن هذه الحالة، وربما يؤثر ذلك على تربية الأطفال
ماهي انعكاسات تأخر سن الزواج على مجتمعنا ؟
د. زينب معادي: هناك العديد من الشباب الذين لا يريدون الزواج، لان الظروف غير مواتية، وهذا ولد بالفعل ظواهر أخرى جديدة، يمكن أن نجد نساء يعشن لوحدهن، يمكن أن نجد مثلا عائلة مكتضة بالعزاب والعازبات الشيء الذي كان يفتقد من قبل، لكن أرى انه يجب أن تكون هناك برامج تخطط بشكل دقيق للقضاء على الظاهرة، وأيضا مساعدة الشباب على إيجاد سكن، كذلك يجب أن يكون هناك نوع من التوعية على أن ا لزواج يمكن أن يبدأ بما هو أسهل، وليس من الضروري أن تكون تكاليفه كبيرة ومكلفة، ومبالغ فيها. والملاحظ أن هذا العنصر بدأ في التلاشي أخيرا، بفرض الظروف، و كذلك وعي الناس ودفعهم لتقدير الحياة الأسرية، لان بالنسبة للشباب الذين لديهم سن معينة أو الشابات، تتم توعيتهم ودفعهم وتجميل صورة تكوين أسرة وأولاد وبيت... هذا يعطي صورة جميلة لهم
وما أود أن أركز عليه هنا هو أنه لا يجب أن ينظر للمرأة التي تأخر سن زواجها نظرة دونية لأنها في الأصل تكون نفسيتها سيئة، وقد عايشت العديد ممن تأخر سن الزواج لديهن، حقيقة يصبحن في حالة نفسية سيئة، يجب أن نفهم أن المرأة " العانس" لا عيب فيها، ولا ينقصها شيء، هي امرأة عادية، و أيضا يجب أن تفهم أنه ليست كما يشاع متبوعة أو منحوسة، يعني (التابعة، السحر...)، الأسباب هي موضوعية وليست ذاتية، يجب أن نتعامل مع المرأة في هذا الوضع على اعتبار أنها مواطنة عادية، لا ينقصها شيء، فقط المقاييس التي اختارتها لم تجدها بعد
و للأسف تزداد هذه الظاهرة قساوة لدى المرأة التي لا تعمل، ففي العديد من العائلات لا زلنا نجد أن البنت عندما يتأخر سن زواجها الكل يريد أن يستغلها، إذا كانت مع إخوتها فالكل يريدها أن تخدم عليهم، وإذا كانت وسط بيتهم فيجب أن تكون شغالة، وإذا تزوج إخوانها يجب أن تخدم عليهم وعلى أزواجهم، تعجن للعائلة كلها... تطبخ.. تنظف.. يعني خادمة للأسرة، وهذا كله بسبب تأخر سن زواجها، مع أن الظروف لايتحكم فيها الإنسان بل المجتمع
هل من علاج في نظركم لهذه الظاهرة ومحاولة التخفيف منها؟
د. زينب معادي: يجب أن تعمل هناك دراسات كي يحل الإشكال، كما يجب أن نحدد بالضبط ما هو الإشكال، حتى نبحث عن حلول جذرية. وقد سبق لي وتكلمت على اقتراحات لكن بشكل عام، رأيت انه من الضروري أن ننظر لمشكل البطالة ونحاول أن نقضي عليها، و أيضا جعل السكن في متناول الجميع، يجب أن ننظر للموضوع بعقلية جديدة. لا ننسى أن كل فئة اجتماعية ولها مشاكل خاصة بها، فمثلا الفتاة التي درست و اشتغلت وصارت لها شخصية خاصة بها، يجب ألا ننظر إليها على أنها المكلفة الوحيدة بالعمل وبتسيير البيت، تعمل خارج وداخل البيت، يجب على الرجل أن يفهم ذلك، كما يجب عليه الا يرى فيها فقط تلك المعاني التي كانت زمان، إلا ان ذلك كثيرا ما يأزم الأوضاع، وكثيرا ما يقع الطلاق، و لتجنب لا بد أن تتغير نظرة الرجال للمرأة
ما رأيك في من ير في المطالبة بتعدد الزوجات، كحل للتخفيف من الظاهرة؟
د. زينب معادي: أعتبر أن هذه الحلول متخلفة ولم تأت بدراسة علمية هي فكر رجعي تماما، لأنه لم يكن أبدا تعدد الزوجات حلا، لأن تحمل المسؤولية يجب أن تكون من الطرفين، وحتى تعدد الزوجات، يكون لصالح الرجال ذوو الكفاءات المادية فقط ، فمثلا بالنسبة للرجل الذي ليست عنده القدرة المادية الكافية، ماذا نقول له.. تجوز اثنين لحل مشكل العنوسة
النظرة رجعية قليلا، ولكن ليس حلا بل تكون لصالح حالات خاصة استثنائية لا يمكن أن نعممها بأي شكل من الأشكال، فهي لا يمكن تطبيقها على المجتمع ككل .
منقولـــــــة
تحياتي لكم .
الموقع بــدر 730
bader730@hotmail.com
آمل ان تكن مناسبة واتمنى ان اجد لهذه االمقال صدى بين البنات ويحوز الموضوع على رضا الجميع
أسباب متعددة وراء تفشي ظاهرة العنوسة
لماذا تأخر سن الزواج بشكل مهول في أيامنا هذه؟ ولماذا اغلب العوانس هن موظفات أو عاملات وأحيانا إطارات في المجتمع؟ ولماذا اختلفت مقاييس الزواج ولم تعد كمقاييس زمان؟ لماذا ارتفع معدل سن الزواج إلى ما بين الثلاثين والأربعين بينما كان لا يتعدى السادسة عشر ؟ الأسئلة عديدة وعديدة جدا، ولكي نلم بها بعض الشيء، كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة زينب معادي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء
لماذا ارتفع معدل العنوسة في أيامنا بهذا الشكل؟
د. زينب معادي: أفضل أولا أن استعمل مصطلح تأخر سن الزواج، لأن العنوسة هو مصطلح سلبي وحتى سوسيولوجيا غير علمي. في الحقيقة هي ظاهرة ساهمت فيها وضعيتنا المتكلفة، التي أدت الى تفاقمها اذ لا نجدها فقط على مستوى النساء بل أيضا عند الرجال فالعديد منهم يتقدم سنه دون أن يتزوج، المشكل اقتصادي و اجتماعي وليس ذاتي، وبالرجوع لواقعنا نجد العديد من فتياتنا وأخواتنا، من تأخر بهن سن الزواج، والأسباب عديدة وعديدة جدا، منها أن الفتاة لم يعد لديها نفس التصور للزواج، بحيث لم تعد تقبل بأي كان، فهناك من تعلمت ودرست، وصار لها دخل مادي يحميها من الحاجة، كما أن المرأة العاملة نجد أنها تفرض عدة شروط لزواجها
نقطة أخرى لا تقل أهمية، هي مسألة التفسخ الأخلاقي، بحيث هناك إرضاء للغريزة الجنسية خارج مؤسسة الزواج، فمن قبل، كان من الضروري أن يتزوج الإنسان حتى يمارس علاقته الجنسية داخل أسرته، لأن المجتمع كان محافظا، ومتخلقا، أما الآن للأسف لم يعد كذلك، هناك تفسخ بحيث يمكن للرجل أن يمارس علاقته الجنسية دون أن يفكر في الزواج، حتى وان وصل مثلا سن الأربعين، وعندما يفكر في الزواج، يختار صبية صغيرة لا تعرف شيئا عن الحياة. لا ننسى أيضا سببا اجتماعيا آخر أكثر أهمية، ويتعلق الأمر بالمشكل المادي، فهناك من يريد ويرغب في الزواج، لكن لا طاقة له لتحمل أعباء البيت ماديا كما أنه لا يستطيع تغطية تكاليف الزواج، وهذا أيضا سببا عميقا في تأخر سن الزواج
هناك من يرى أن الزواج يحد من طاقة المرأة داخل المجتمع، ماذا تقولون في هذه النقطة؟
د. زينب معادي: الزواج لم يكن يوما عائقا في وجه المرأة، ولا اتفق مع من يقول هذه المقولة، إلا أنه أحيانا كثيرة نجد أن التصور المأخوذ حاليا على الزواج، هو أن المرأة هي المكلفة بكل ما يتعلق بالبيت وبالتالي هذا عمل يأخذ وقتا طويلا ويتطلب قدرة وبالتالي لا يمكنها أن تفعل شيئا آخر من دونه، ولكن حاليا هذه النقطة أصبحت متجاوزة خصوصا لدى المرأة التي لها دخل بحيث يمكنها أن تستعين بخادمة أو بمن يحمل عنها أشغال البيت ومتطلباته، وتتفرغ هي لعملها ولإبداعاتها، ولكن تكليف المرأة وحدها بالعمل المنزلي بالفعل هو عائق أمام فعلها، أمام تحديها أمام أن تعيش حياة طبيعية، وأن تجمع بين العملين، هذا يؤثر على صحتها، والموظفات أكثر من يعشن هذه الحالة، وربما يؤثر ذلك على تربية الأطفال
ماهي انعكاسات تأخر سن الزواج على مجتمعنا ؟
د. زينب معادي: هناك العديد من الشباب الذين لا يريدون الزواج، لان الظروف غير مواتية، وهذا ولد بالفعل ظواهر أخرى جديدة، يمكن أن نجد نساء يعشن لوحدهن، يمكن أن نجد مثلا عائلة مكتضة بالعزاب والعازبات الشيء الذي كان يفتقد من قبل، لكن أرى انه يجب أن تكون هناك برامج تخطط بشكل دقيق للقضاء على الظاهرة، وأيضا مساعدة الشباب على إيجاد سكن، كذلك يجب أن يكون هناك نوع من التوعية على أن ا لزواج يمكن أن يبدأ بما هو أسهل، وليس من الضروري أن تكون تكاليفه كبيرة ومكلفة، ومبالغ فيها. والملاحظ أن هذا العنصر بدأ في التلاشي أخيرا، بفرض الظروف، و كذلك وعي الناس ودفعهم لتقدير الحياة الأسرية، لان بالنسبة للشباب الذين لديهم سن معينة أو الشابات، تتم توعيتهم ودفعهم وتجميل صورة تكوين أسرة وأولاد وبيت... هذا يعطي صورة جميلة لهم
وما أود أن أركز عليه هنا هو أنه لا يجب أن ينظر للمرأة التي تأخر سن زواجها نظرة دونية لأنها في الأصل تكون نفسيتها سيئة، وقد عايشت العديد ممن تأخر سن الزواج لديهن، حقيقة يصبحن في حالة نفسية سيئة، يجب أن نفهم أن المرأة " العانس" لا عيب فيها، ولا ينقصها شيء، هي امرأة عادية، و أيضا يجب أن تفهم أنه ليست كما يشاع متبوعة أو منحوسة، يعني (التابعة، السحر...)، الأسباب هي موضوعية وليست ذاتية، يجب أن نتعامل مع المرأة في هذا الوضع على اعتبار أنها مواطنة عادية، لا ينقصها شيء، فقط المقاييس التي اختارتها لم تجدها بعد
و للأسف تزداد هذه الظاهرة قساوة لدى المرأة التي لا تعمل، ففي العديد من العائلات لا زلنا نجد أن البنت عندما يتأخر سن زواجها الكل يريد أن يستغلها، إذا كانت مع إخوتها فالكل يريدها أن تخدم عليهم، وإذا كانت وسط بيتهم فيجب أن تكون شغالة، وإذا تزوج إخوانها يجب أن تخدم عليهم وعلى أزواجهم، تعجن للعائلة كلها... تطبخ.. تنظف.. يعني خادمة للأسرة، وهذا كله بسبب تأخر سن زواجها، مع أن الظروف لايتحكم فيها الإنسان بل المجتمع
هل من علاج في نظركم لهذه الظاهرة ومحاولة التخفيف منها؟
د. زينب معادي: يجب أن تعمل هناك دراسات كي يحل الإشكال، كما يجب أن نحدد بالضبط ما هو الإشكال، حتى نبحث عن حلول جذرية. وقد سبق لي وتكلمت على اقتراحات لكن بشكل عام، رأيت انه من الضروري أن ننظر لمشكل البطالة ونحاول أن نقضي عليها، و أيضا جعل السكن في متناول الجميع، يجب أن ننظر للموضوع بعقلية جديدة. لا ننسى أن كل فئة اجتماعية ولها مشاكل خاصة بها، فمثلا الفتاة التي درست و اشتغلت وصارت لها شخصية خاصة بها، يجب ألا ننظر إليها على أنها المكلفة الوحيدة بالعمل وبتسيير البيت، تعمل خارج وداخل البيت، يجب على الرجل أن يفهم ذلك، كما يجب عليه الا يرى فيها فقط تلك المعاني التي كانت زمان، إلا ان ذلك كثيرا ما يأزم الأوضاع، وكثيرا ما يقع الطلاق، و لتجنب لا بد أن تتغير نظرة الرجال للمرأة
ما رأيك في من ير في المطالبة بتعدد الزوجات، كحل للتخفيف من الظاهرة؟
د. زينب معادي: أعتبر أن هذه الحلول متخلفة ولم تأت بدراسة علمية هي فكر رجعي تماما، لأنه لم يكن أبدا تعدد الزوجات حلا، لأن تحمل المسؤولية يجب أن تكون من الطرفين، وحتى تعدد الزوجات، يكون لصالح الرجال ذوو الكفاءات المادية فقط ، فمثلا بالنسبة للرجل الذي ليست عنده القدرة المادية الكافية، ماذا نقول له.. تجوز اثنين لحل مشكل العنوسة
النظرة رجعية قليلا، ولكن ليس حلا بل تكون لصالح حالات خاصة استثنائية لا يمكن أن نعممها بأي شكل من الأشكال، فهي لا يمكن تطبيقها على المجتمع ككل .
منقولـــــــة
تحياتي لكم .
الموقع بــدر 730
bader730@hotmail.com