عذب الكلاأأأأأأأأم ووواشيأأأأأأأأأأأأأأأأ اخرى

[كروومه]

حصة العبداللطيف

رحم الله قلب كل والد وعظم أجره وتجاوز عنه
ورحم الله جدتي حصة الناصر لما كانت تقول ؛
هو بذا أحد ؟

‏قبل عام 1948 كانت (أم عزيّز) تسكن بيتا طينيا - كبقية الناس- قريبا من مصلى العيد ، غرب حي (السّادّه) في بريدة.
(أم عزيّز) من جيل الطيبين ، يحبها الجميع، تحب الخير للغير، متصدقة نهارا، وقائمة ليلا، في قلبها توحيد عظيم ، وحسن ظن بالله ، ترقب عزيّز منذ طفولته ، ترى فيه مستقبلها ❤

✨ ‏في عام 48 حاربت الجيوش العربية الصهاينه في فلسطين
وكان (عزيّز) فردا في الجيش السعودي، ودّع الشاب أُمه وقبل رأسها، وودعت هي قلبها💔، احتضنته وتمنت أن تدخله بين أضلاعها حبا وخوفا، أو تعيده في بطنها ليسكن هناك (تسعة) من جديد.
صمت لسانها من الرضا، وانطلق قلبها فصيحا:
يارب عزيز وديعتك

🌌 ‏لم يكن الليل هو الطويل عليها، بل حتى النهار
في ليلها تتساقط دموع الخوف والشوق فتجففها بتلاوة الفاتحة وقصار السور التي تحفظها،تلك الجدران الطينية شهدت صلاتها قبيل الفجر
وفي النهار حددت لها مسارا للعمل التطوعي اليومي المتعدي النفع خارج بيتها
فلقد طال غياب عزيّز ولم يأتي خبرا عنه!

❗‏أحقا لم يأت خبرا عنه ؟
هي لم تسمع شيئا، لكن الجميع سمع الخبر 💔
يوميا تذهب للآبار القريبة، ومعها ثلاث قِرَب وتملأها بالماء البارد
تضع الأولى في مسجد البابطين في الجرده
والثانية عند مصلى العيد
والثالثة في وسط الحي

من أعظم الصدقات الماء
الصدقة تدفع البلاء
و (عزيّز) طالت غيبته💔

🌧 ‏تستقبله في قلبها كل لحظة
تكنس حتى الشارع الممتد إلى بيتها، حتى إذا رجع (عزيّز) فجأة ، تكون الاستعدادات كاملة خارج صدرها.
لم يجروء أحد أن يخبرها أن الغائب لن يعود، وأنه شهيدا على تراب مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه سيكون شافعا لها يوم القيامة.
كيف يقولون لها؟
وماذا يقولون ؟

‏الكل يرقب خطواتها برحمة، ورحمة الله أعظم
الشباب الصغار الذين في المدارس يعلمون بقصتها، ويرون انتظارها الطويل ، اتفقوا أن يكتبوا لها رسائل بظرف، ويضعوا عليها طابع بريد ثم يرمونها من كوة باب بيتها ليلا ويهربون.
- لعل قلبها يهدأ -
في الصباح تجد الرسائل، فيشرق قلبها فرحا بخط عزيز.

💥 ‏وفي الصباح تأخذ (الخط) رسالة عزيّز ، وتذهب لنفس الشباب ، وتطلب منهم قراءة الرسالة.
يكتسي وجهها بالفرح ويُشْرِق، تضحك من بعض أحاديثه، وترد عليه.
لعلها تطلب أحيانا تكرار القراءة
يشاركها الشباب التهاني، ثم إذا ارتوت من سماع حديث عزيز
أخذت (الخط) وقبلته ومضت
ومن بعضهم تسقط دموع رحمة

‏كانت تخص قارئ (خط) رسالة ابنها ببعض المال 💔
ذات صباح نادت فتيات الحي وبين يديها قدر صغير ، قلبته على الأرض وقالت لهن :
ارقصن ، اليوم عرس عزيّز
ثم بدأت بضرب القدر بكفها ، وتتغنى بكلمات :
هذا عزيّز دخل عرّيس … الله يسمح له النية.
هل أخبرها عزيز أنه تزوج بأحد رسائله؟
ربما 💔

🍃‏ يقال والعهده على الراوي
أنها ماتت رحمها الله ورحمه وهي تنتظره
لم يجروء أحد أن يخبرها
ولطف الله أعظم بها ورحمة الله أوسع.
تقبلها الله وجمع شملها بوالديها وأحبابها وعزيز💔
من حدثني بالتفاصيل سمى لي العائلة ، لكني احتفظ بها لحقهم
وهم بعزيز وأمه زادوا كرما وجمالا في عيني
انتهيت
🤍‏ويارب …
ما أكون ضيقت صدر أحد منكم
وإن وجدتم رحمة في قلوبهم لها ، أو سقطت منكم دمعة فأبشروا بالخير
يعامل الله العبد بما يعامل به العبد عباد الله