ليس أمام الصحافي خيارات كثيرة، في زمان كزماننا الحالي، حيث الأبواب كلها مؤصدة لمن أراد البحث بحرية عن طريق آمن للكتابة يقول فيه ما يشاء ويسأل عن ما يشاء. أضغاث أحلام. ليس هناك من يجرؤ على أن يتباسط مع صحافي عن مدلولات الأحداث اليوم، واضعاً النقاط على حروف الأزمات.
فالمزالق كثيرة في أيامنا المعاصرة، والثقة معدومة بين الصحافي والسياسي، وحرية المعلومات متاحة في العالم إلا للصحافي في العالم العربي. لذلك عزمت أن أسلك طريقاً مختلفاً وغير تقليدي يختصر الزمن ويعود إلى التاريخ الذي لم يغيّر من الطبيعة ولا من العادت، ولا حتى من مشاهد تهاوي البلدان واضطراب السكان واهتزاز الأركان، ونحن على أبواب السنة الأخيرة من القرن العشرين.
وفي حياتي محطة من جملة محطات، اسميتها ( زمن الأبواب المغلقة )
عند هذا المفترق وقعت عيني على كتاب يتحدث عن ( عدل عمر بن الخطاب ) في ركن على رف من من رفوف مكتبتي وقد علاه الغبار، لأنه لم يمسسه أحد منذ أن رُكن على ذاك الرف قبل عشر سنوات أو يزيد. ومددت يدي وفتحته وقلّبت صفحاته، ومرت ساعات، حزمت أمري بعدها بأن اطرق هذا الباب الأساسي من أبواب مغلقة، وكنت صحفياً متسائلا عن كثير من الأمور .
قررت أن أطرق باب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأزوره في ( كتابه )، سعياً وراء حديث صحفي طويل مع الخليفة الراشد .
عندما طرقت باب أمير المؤمنين قبل حوالي ست عشرة سنة، لم يسبق لي أن عرفته من قبل. كانت معرفتي به سطيحة وتاريخية كمعرفة الآلاف من المسلمين أمثالي.