العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 13-12-03, 11:00 am   رقم المشاركة : 1
الأهلب
مشرف ســابق
 
الصورة الرمزية الأهلب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأهلب غير متواجد حالياً
(زمن الأبواب المغلقة ) 0 0 0 لقاء صحافي مع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب


ليس أمام الصحافي خيارات كثيرة، في زمان كزماننا الحالي، حيث الأبواب كلها مؤصدة لمن أراد البحث بحرية عن طريق آمن للكتابة يقول فيه ما يشاء ويسأل عن ما يشاء. أضغاث أحلام. ليس هناك من يجرؤ على أن يتباسط مع صحافي عن مدلولات الأحداث اليوم، واضعاً النقاط على حروف الأزمات.

فالمزالق كثيرة في أيامنا المعاصرة، والثقة معدومة بين الصحافي والسياسي، وحرية المعلومات متاحة في العالم إلا للصحافي في العالم العربي. لذلك عزمت أن أسلك طريقاً مختلفاً وغير تقليدي يختصر الزمن ويعود إلى التاريخ الذي لم يغيّر من الطبيعة ولا من العادت، ولا حتى من مشاهد تهاوي البلدان واضطراب السكان واهتزاز الأركان، ونحن على أبواب السنة الأخيرة من القرن العشرين.

وفي حياتي محطة من جملة محطات، اسميتها ( زمن الأبواب المغلقة )

عند هذا المفترق وقعت عيني على كتاب يتحدث عن ( عدل عمر بن الخطاب ) في ركن على رف من من رفوف مكتبتي وقد علاه الغبار، لأنه لم يمسسه أحد منذ أن رُكن على ذاك الرف قبل عشر سنوات أو يزيد. ومددت يدي وفتحته وقلّبت صفحاته، ومرت ساعات، حزمت أمري بعدها بأن اطرق هذا الباب الأساسي من أبواب مغلقة، وكنت صحفياً متسائلا عن كثير من الأمور .

قررت أن أطرق باب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأزوره في ( كتابه )، سعياً وراء حديث صحفي طويل مع الخليفة الراشد .

عندما طرقت باب أمير المؤمنين قبل حوالي ست عشرة سنة، لم يسبق لي أن عرفته من قبل. كانت معرفتي به سطيحة وتاريخية كمعرفة الآلاف من المسلمين أمثالي.







التوقيع

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30) الأنعام
السؤال الاستفهامي بأليس؛ يكون جوابه ببلى وليس نعم .
فنعم للنفي وتلك للإثبات .

قديم 13-12-03, 11:12 am   رقم المشاركة : 2
الأهلب
مشرف ســابق
 
الصورة الرمزية الأهلب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأهلب غير متواجد حالياً

لكنني تجرأت ودخلت عليه من طريق ( كتابه ) عندما فتح لي كتابه على مصراعيه، كان ذلك بالنسبة لي ساعات ضياء وسط ظلمة كانت تخيّم على كل شيء حولنا. وعشت ردحا من الأنوار في رحاب ( كتابه )، وقد ملأني إحساس وكأننا نهضنا من أنقاض الذل الذي تمسحنا فيه كلنا، وخرجنا من دركات العار التي وصلناها.

وأتاح لي الكتاب عبر أيامي الثلاثة، راحة كبرى، ساعدني فيها الكتاب مع الخليفة الراشد .

وقررت أن أقوم بحديث صحافي جديد وموسع هذه المرة مع الخليفة الراشد استعيد فيها ما كنت قد قرأته من قبل، بوعي الشاب المقبل على فهم الحياة الدنيا، لأفهم الأخرة. وليس في هذه المحاولة دفق إيمان جديد لم يكن عندي من قبل، أو إعجاب بمنط حياة معين ولا محاولة لإعادة فهمه أو تفسيره. إن المحاولة أبسط من كل ذلك. إنها استغاثة.

وتوالت الأسئلة، وما كان أكثرها، وطالت الأجوبة وما كان أسخاها. ولأن الأسئلة كان من واقع اليوم، كان الأجوبة تحكي رأيه في أهل زمانه، قبل حوالي 1400 سنة. ولكن رأيه في أهل تلك البلاد ما زال صالحاً إلى اليوم في نظر علماء السياسية المعاصرة. وكأن التاريخ لم يغير من طبائع تلك الأجيال، ولم يعلمها درساً واحداً .

وكنت أقول من فكر في بعد السفر، استعد. فعلى الرغم من معرفتي بمشاق ومخاطر الطريق الذي اتخذته للوصول إليه، كنت أعلم علم اليقين أن استعدادي لم يكن كافيا. إلا أنني أقدمت .

الحديث
( ما أكثر العبر وأقل الاعتبار )
كان لابد من بداية لحديثي مع أمير المؤمنين، فستأذنته بسؤالي الأول:
سؤال : يا أمير المؤمنين. ما قولك في الزمان الرديء الذي تعيشه الأمة؟
( يأتي على الأمة زمان لا يقرب فيه إلا الماحل. ولا يظرّف فيه إلا الفاجر، ولا يضعف فيه إلا المنصف، يعدون الصدقة غُرما. وصلة الرحم منّا، والعبادة استطالة على الناس. فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء وإمارة الصبيان وتدبير الخصيان (... لكن ) إذا تغير السلطان تغير الزمان ).







التوقيع

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30) الأنعام
السؤال الاستفهامي بأليس؛ يكون جوابه ببلى وليس نعم .
فنعم للنفي وتلك للإثبات .

قديم 13-12-03, 11:25 am   رقم المشاركة : 3
الأهلب
مشرف ســابق
 
الصورة الرمزية الأهلب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأهلب غير متواجد حالياً

سؤال: لكن كيف يواجه المرء، يا أمير المؤمنين، آلة الحكم وسلطان الحاكم والوضع كما نعرفه اليوم عاجز ومشلول ؟
( لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل )

سؤال: لم يعد الجور يا أمير المؤمنين مقصوراً فقط بشخص الحاكم، فالناس جميعهم يتسابقون إلى الاستبداد ببعضهم البعض ؟
( أفضلُ الولاة من بقي بالعدل ذكره، واستمده من يأتي بعده. ( ... و) السلطان الفاضل هو الذي يحرسُ الفضال، ويجود بها لمن دونه، ويرعاها من خاصته وعامته، حتى تكثر في أيامه، ويتحسن بها من لم تكن فيه. (... لكن ) زمان الجائر من السلاطين والولاة أقصر من زمان العادل. لأن الجائر مفسد، والعادل مُصلح، وإفساد الشيء أسرع من إصلاحه. ( ...إنما ) عجباً للسلطان، كيف يُحسن وهو إذا أساء وجد من يزكيه ويمدحه ).

سؤال : ما زلنا - بعد كل هذه الأعوام - رعايا في دول سلاطين بعكس ما هو مدون في الدساتير والقوانين .
( فماذا ينصح خير السلف، الضحايا من الخلف، خصوصا أن الجامعات الحديثة لا تدرس الرعايا أساليب التصرف مع السلاطين ؟ )
( صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط بموقعه وهو أعلم بموضعه( ..و) أضر الأشياء عليك أن تُعلم رئيس أنك أعرف بالرياسة منه. ( ...و ) اصبر على سلطانك في حاجاتك، فلست أكبر شغله، ولا بك قوام أمره. ( ... أما )
إذا قعدت عن سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل، فلعله أن يأتيه من هو آثر عنده منك، فيُريد أن تتنحى عن مجلسك، فيكون ذلك نقصا عليك وشينا. (...و ) إذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه، ولا تركب مثل مركوبه، ولا تستخدم كخدمه، فعساك تسلم منه. (... و) إذا زادك الملك تأنيساً، فزده إجلالا).

سؤال : يا أمير المؤمنين الشعب العربي مبتل بدوله وحكامه وإلى الآن لم تنفع كل العلاجات فما العمل ؟
( صواب الرأي بالدول: يُقبل بإقبالها، ويذهب بذهابها. ( ..و) إزالة الجبال أسهل من إزالة دولة أقبلت، فاستعينوا بالله يورثها من يشاء. (... لكن ) أشرف الملوك من لم يخالطه البطر، ولم يحُل عن الحق (...و) أصحاب السلطان - في المثل - كقوم رقوا جبلا ثم سقوا منه، فأقربهم إلى الهلكة والتلف أبعدهم كان في المُرتقى ).







التوقيع

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30) الأنعام
السؤال الاستفهامي بأليس؛ يكون جوابه ببلى وليس نعم .
فنعم للنفي وتلك للإثبات .

قديم 13-12-03, 11:39 am   رقم المشاركة : 4
الأهلب
مشرف ســابق
 
الصورة الرمزية الأهلب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأهلب غير متواجد حالياً

سؤال : يا أمير المؤمنين، المزايا التي على الحاكم أن يتجنبها ؟
( لا ينبغي أن يكون الوالي (...) البخيل، فتكون في أموالهم نهمته. ولا الجاهل، فيضلهم بجهله، ولا الجافي، فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم. ولا المرتشي في الحكم، فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع)

وماذا عن العدو؟
( إذا قدرت على عدولك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه).

لم نقدر على أسرائيل يا أمير المؤمنين، لكننا نعيش عصر التطبيع معها فهل نصالح؟
( لا تدفعن صلحاً دعاك إليه عدوك ولله فيه رضى. فإن الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك وأمناً لبلادك. ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه، فإن العدو ربما قارب ليتغفل، فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن ).

سؤال : أين الوطن يا أمير المؤمنين؟ وقد أصبحنا كلنا نعيش في غربة قاسية؟
( ليس بلد بأحق بك من بلد، خير البلاد ما حملك. (...) الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة).

لقد شح عطاؤنا يا أمير المؤمنين، حتى يوم كثر مالنا؟
( لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه. (...) ومن كترث نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه. (... )
إن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة، ويكرّمه الناس ويهينه عند الله. (... لكن ) ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. (...) فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له).

لكن الحاجة تدفع إلى الطلب أحيانا كثيرة يا أمير المؤمنين ؟
( إن حفظ ما في يديك أحب إليّ من طلب ما في يد غيرك. ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس).

نرى صاحب المال يطمع بالمزيد منه!
( الطمع رق مؤبد ).

ما الفرق بين العاقل والأحمق يا أمير المؤمنين ؟
( لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه).

ماذا عن الأحمق ؟
( إنه إن ينفعك يضرك )

والفاجر؟
( فإنه يبيعك بالتافه )

والكذاب ؟
( فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب).







التوقيع

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30) الأنعام
السؤال الاستفهامي بأليس؛ يكون جوابه ببلى وليس نعم .
فنعم للنفي وتلك للإثبات .

قديم 13-12-03, 11:54 am   رقم المشاركة : 5
الأهلب
مشرف ســابق
 
الصورة الرمزية الأهلب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأهلب غير متواجد حالياً

اليس من الصعب الحكم على النوايا يا أمير المومنين ؟
( ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه ).

لقد اختلط عندنا الحق بالباطل فكيف نميز بينهما ؟
( الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت (...و) الراضي بفعل قوام كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به وإثم الرضى به. (...و) من صارع الحق صرعه).

الكلام عن الظلم كثير يا أمير المؤمنين، أين يبدأ وأين ينتهي ؟
( أُذكر عن الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك ).

لقد أصبح الظلم من معالم أمتنا يا أمير المؤمنين ؟ فكيف المنتهى ؟
( الظلم ثلاثة: ظلم لا يُغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب. (...و) يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. (...و) يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم ).

الفوضى كبيرة يا أمير المومنين، فالحر يُذل والأوغاد يرفع شأنهم وينالون الحظوة فأين العدل ؟
( العدل أفضل من الشجاعة، لأن الناس لو استعملوا العدل - عموما - في جميعهم، لاستغنوا عن الشجاعة. (...و) عاملوا الأحرار بالكرامة، والأوساط من الناس بالرغبة والرهبة، والسفلة بالهوان ).

يعيش العالم المتحضر يا أمير المؤمنين في عصر العلم، بينما نحن نعيش في عصر السحر والشعوذة المتستر بالدين فماذا تقول ؟
( تعلموا العلم صغارا، تودوا به كبارا، تعلموا العلم ولو لغير الله، فإنه سيصير لله. (...و) تعلموا العلم، وإن لم تنالوا به حظا، فلئن يُذم الزمان لكم... أحسن من أن يُذم بكم. (... و) العالمُ مصباح الله في الأرض، فمن أراد الله به خيرا اقتبس منه).

ما الفرق بين العالم والجاهل؟
(أول رأي العاقل، آخر رأي الجاهل. (...و) الجاهل صغير وإن كان شيخا، والعالم كبير وإن كان حدثا. (...لكن ) العالم من عرف أن ما يُعلم في جنب ما لا يعلم قليل، فعد نفسه بذلك جاهلا، بما عرف من ذلك في طلب العلم اجتهادا. والجاهل من عد نفسه بما جهل في معرفة العلم عالماً، وكان برأيه مكتفيا).

أيهما يفضل على الآخر العلم أما المال ؟
( العلم خير من المال. والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق.
العلم حاكم والمال محكوم عليه. (... ) إن المال من غير علم كالسائر على غير طريق ).

ليس كل ما يحدث من ظواهر دينية في العالم العربي، ينطلق من الدين حقا، فهل تشاركني الرأي ؟
( أن أخوف الأشياء على هذه الأمة من الدجالون، أئمة مضلون، وهم رؤساء أهل البدع. (...و) إن كلام الحُكماء إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كان خطأ كأن داء. (...) إحذر التلون في الدين ).







التوقيع

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30) الأنعام
السؤال الاستفهامي بأليس؛ يكون جوابه ببلى وليس نعم .
فنعم للنفي وتلك للإثبات .

قديم 13-12-03, 12:15 pm   رقم المشاركة : 6
الأهلب
مشرف ســابق
 
الصورة الرمزية الأهلب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأهلب غير متواجد حالياً

أحوال العبادة في عالمنا قد ساءت. لم نعد نندري الصواب في عبادة الناس يا أمير المؤمنين، ووراء أي إمام نصلي ؟
( إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار. وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد. وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار ).


أين حكمة أغنيائنا اليوم، ونحن نعيش في عصر هدر المال؟
( إنما لم تجتمع الحكمة والمال، لعزة وجود الكمال. (...و) انت مخير في الإحسان إلى من تُحسن إليه، ومرتهن بدوام الإحسان إلى من أحسنت أليه، لأنك إن قطعته فقد اهدرته، وإن أهدرته .. فلم فعلته! (..لكن ) شاركوا الذي قد أقبل عليه الزرق، فإنه أخلق للغنى، وأجدر بإقبال الحظ عليه ).

إن المال أفسد حياتنا، وقد تكالب الناس عليه، فماذا ترى ؟
( ثلاث يؤثرون المال على أنفسهم : تاجر البحر، وصاحب السلطان، والمرتشي في الحكم. (... ) إن الله - سبحانه - فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إل بما مُتع به غني. والله تعالى سائلهم عن ذلك ).

لقد مررنا على مواضيع شتى يا أمير المؤمنين، ولكن لم نتطرق من قريب أو بعيد للبخل والبخلاء؟ لا شك أن لك أراء واضحة في هذا المجال.
(إياك ومصادقة البخيل، فإنه يقعد بك عند أحوج ما تكون إليه. (...و) البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يُقاد به إلى كل سوء (...و) البخيل مستعجل الفقر: يعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء).

ما الفرق بين البخيل والسخي يا أمير المؤمنين ؟
( البخيل يسخو من عرصه بمقدار ما يبخل به من ماله، والسخي يبخل من عرصه بمقدار ما يسخو به من ماله. (...و) السخي شجاع القلب، والبخيل شجاع الوجه. (..و) البخل عار ).

كيف نعرف الجاهل والمهان والذي تجوز عليه الرحمة يا أمير المؤمنين ؟
( الجاهل يُعرف بست خصال: الغضب من غير شيء، والكلام في غير نفع، والعطية في غير موضعها، وألاّ يعرف صديقه من عدوه، وإفشاء السر، والثقة بكل أحد. (...و) وثمانية إذا أهينوا فلا يلومون إلا أنفسهم: الآتي طعاما لم يُدع إليه، والمتأمر على رب البيت في بيته، وطالب المعروف في غير أهله، والداخل بين أثنين لم يدخلاه، والمستخف بالسلطان، والجالس مجلساً ليس له بأهل، والمُقبل بحديثه على من لا يسمعه، ومن جرَّب المُجرَّب. (...لكن ) ثلاثة يُرحمون: عاقل يجري عليه حكم جاهل، وضعيف في يد ظالم قوي، وكريم قوم احتاج إلى لئيم ).

هناك خيط رفيع بين الذل والكرامة. أليس كذلك يا أمير المؤمنين ؟
( زهدك في راغب فيك، نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذُل نفس. (...و) التذلل مسكنة. ( ...لكن ) التواصع إحدى مصائد الشرف).

الكآبة سمة من سمات العصر ، فما هي أسبابها ؟
( ستة لا تخطئهم الكآبة: فقير حديث عهد بغنى، وكثر يخاف على ماله، وطالب مرتبة فوق قدره، والحسود، والحقود، ومخالط أهل الأدب، وليس بأديب ).

وماذا عن إقبال الدنيا وإدبارها ؟
( إذا أقبلت الدنيا على أحد، أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه. (...و) وإذا أيسرت فكل الرجال رجالك، وإذا أعسرت أنكرك أهلك(... و) إن كنت جازعا على ما يفلت من يديك، فاجزع على مالم يصل. (...و) إذا أراد الله أن يسلط على عبد عدوا لا يرحمه سلط عليه حاسدا).







التوقيع

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30) الأنعام
السؤال الاستفهامي بأليس؛ يكون جوابه ببلى وليس نعم .
فنعم للنفي وتلك للإثبات .

قديم 13-12-03, 12:23 pm   رقم المشاركة : 7
الأهلب
مشرف ســابق
 
الصورة الرمزية الأهلب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأهلب غير متواجد حالياً

لقد صعبت الكتابة علينا هذه الأيام ؟ فما قولك يا أمير المؤمنين ؟
( تأمل ما تتحدث به، فإنما تُملي على كاتبيك صحيفة يُوصلانها إلى ربك، فانظر: على من تُملي، وإلى من تكتب ).

ما هو الدليل إلى العمل الصالح في عهد الفساد؟
( إحذر كل عمل يعمل به في السر ويستحى منه في العلانية. وأحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أو اعتذر منه).

إننا نعيش زمن الهزائم المرة والنكسات المتكررة، فما العمل ؟
( الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان لك فاصبر ).

الجميع بات يعتقد أن التردي الحالي عائد إلى خلل في التكوين العربي ؟
( من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن ).

في صراعاتنا العربية عدنا إلى العصبية الجاهلية وداحس والغبراء فهل من نصيحة يا أمير المؤمنين ؟
( من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق ).

لقد أصبحنا اليوم كأمة من غير أصدقاء ؟
( أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان، وأعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم. (...لكن ) لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك ).

هل ثمة أمل يا أمير المؤمنين بعد كل هذا ؟
( من وثق بماء لم يظمأ ).

ألا من مسك ختام لحديثنا هذا يا أمير المؤمنين ؟
( ما أكثر العبر وأقل الاعتبار ).







التوقيع

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30) الأنعام
السؤال الاستفهامي بأليس؛ يكون جوابه ببلى وليس نعم .
فنعم للنفي وتلك للإثبات .

قديم 14-12-03, 12:30 pm   رقم المشاركة : 8
شقرديه
عضو ذهبي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : شقرديه غير متواجد حالياً

اكثر من رائع

بارك الله فيك اخي الكريم

ننتظر تقديم مميز كهذه

تحياتي لك







قديم 14-12-03, 02:23 pm   رقم المشاركة : 9
الأهلب
مشرف ســابق
 
الصورة الرمزية الأهلب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأهلب غير متواجد حالياً

شاكرا مروركِ الكريم

الموضوع المميز (...من ) شخص مميز و(... من ) فكر مميز

انتظروا موضوعي الجديد.

لكِ التقدير العذب.







التوقيع

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30) الأنعام
السؤال الاستفهامي بأليس؛ يكون جوابه ببلى وليس نعم .
فنعم للنفي وتلك للإثبات .

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 07:30 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة